عامر شوملي*
بعنوان «حنظلة 2007: معرض كاريكاتورات ضد الاحتلال لذكرى ناجي العلي» أرسلنا دعوات بالبريد الإلكتروني وبدأنا البحث عن الرسامين المتضامنين مع فلسطين. خلال شهر، تجمع لدينا رسامون من أنحاء العالم إلا أوستراليا وفلسطين. خالد العلي أرسل بعضاً من رسومات والده عن فترة حرب المخيمات في لبنان كأنها رسمت اليوم... خلال شهرين، أرسل لنا كارلوس لطوف (البرازيل)، محمد أبو عفيفة وأسامة حجاج وناصر الجعفري (الأردن)، عبد طميش وعصام عودة وماهر فارس وخليل أبو عرفة ومحمد النمنم (فلسطين)، بن هاين (بلجيكا) ديفيد بلنجر وكيتي ميراندا ومايك فلوغن أيك (أميركا) جون كينيدي (أيرلندا) خالد الهاشمي (البحرين)، خليل بن ديب (الجزائر) وستيف بل (بريطانيا) ...و قبل العرض بأسبوع، أرسل جونثان شابيرو من جنوب أفريقيا معتذراً لتأخره في الرد... لم أخبره أن بعض من هم في رام الله لم يرسلوا حتى رداً بسيطاً بأنهم غير معنيين بالمشاركة، وأن عرضاً عن فلسطين، ولو في الصين، سيكون أجمل على سيرتهم الذاتية. كلما ابتعد الفلسطينيون عن فلسطين ازدادوا فلسطينيةً.
جمّعنا الكاريكاتورات الـ 150 على لوحات ضخمة وطبعناها لتكون غطاءً للباص، 18 رساماً قاموا بتغطية الباص تماماً. أوقفنا الباص في المنارة، مركز مدينة رام الله. بعد تسع ساعات من الإحباط، لم يتجاوز الحضور الأربعين. ثم ذهبنا بالباص إلى بيت لحم، وتوقفنا في ساحة المهد. وكما في رام الله كنّا نحن الجمهور! لم لا يتوقف المارة؟ هل الفن حقيقة قطّ منزلي يجب أن يبقى بعيداً عن الشارع، مدللاً في قاعات العرض؟ أم أنهم رأوا حنظلة فأشاحوا خجلاً؟ أما في مخيم اليرموك بدمشق، فوقفنا كمن يشاهد المعرض، ومثّلنا أننا نقرأ الكاريكاتورات. بعد وقت قليل، توقف أحدهم بدافع الفضول تلاه آخر. وحتى مغيب الشمس كان هنالك حشد حقيقي أمام الباص.
*كاتب وفنان فلسطيني