شيرين الفايدي
«على كل شاعر يرغب في أن يصبح أميراً للشعراء، ويراوح عمره بين 18 و45 عاماً، أن يرسل قصيدة عمودية واحدة لا يقلّ عدد أبياتها عن 20 بيتاً ولا يزيد على 25، أو قصيدة شعر التفعيلة (الشعر الحرّ)، لا تزيد على مقطعين. إضافة إلى سيرة ذاتية، تظهر تاريخ ميلاده ونشاطاته وإنجازاته الأدبية وعنوانه الدائم في بلده».
بهذه الكلمات داعب تلفزيون «أبوظبي» مخيلة أصحاب المواهب الشعرية على مدى الأسابيع الماضية، حتى يتوج واحداً منهم «أميراً للشعراء العرب». ووسط جدل انطلق منذ الإعلان عن البرنامج في أيار (مايو) الماضي ـــــ ويبدو أنه سيستمر على مدى الأسابيع المقبلة إلى أن ينتهي في آخر شهر آب (أغسطس) المقبل ـــــ انطلقت مساء الجمعة الماضي في العاصمة الإماراتية أولى حلقات «أمير الشعراء». تناقضت الآراء حول أهداف المسابقة، ولعل عنوان البرنامج هو أبرز الأسباب التي أشعلت الحرب عليه، لأن هذا اللقب اقترن باسم الشاعر أحمد شوقي ولم يعد قابلاً للتكرارمن هنا، يرى بعض المتابعين أنّه ليس من حق القائمين على المسابقة انتزاع الإمارة من شوقي ليفوز بها شاعر مغمور، فيحلّ محل أمير الشعراء الحقيقي. أما باقي الاعتراضات فتمثلت في شرط البرنامج ألا تتعدى سنّ المتسابق الخامسة والأربعين، وربط المسابقة بين عمر المشترك ومعيار تفوّقه، وتجاهل إبداعات من تجاوزت أعمارهم الخامسة والأربعين. فيما رأى المرحبون بفكرة المسابقة أنها ستعمل على إحياء التفاعل الحميم بين جمهور التلفزيون والشعر، وستسهم عبر التحفيز المادي والمعنوي، في دعم الحركة الشعرية العربية وتنميتها وإثرائها...
هكذا سيتنافس على اللقب أربعة وثلاثون شاعراً وشاعرة من ست عشرة دولة عربية إضافة إلى متسابق واحد من الهند! وقد تصدرت مصر وسوريا والإمارات العربية المتحدة قائمة المشاركين مع أربعة أسماء من كل دولة، أي ما يساوي نسبة 35 في المئة من إجمالي المشاركين. وفيما غابت دول مثل قطر والكويت والبحرين عن اللائحة، تمثّلت السعودية بثلاثة مشاركين، وهو عدد الشعراء العراقيين نفسه. أما من دول المغرب العربي وشمال أفريقيا، فتصدّرت موريتانيا القائمة بمتسابقين، متساويةً بذلك مع سلطنة عمان واليمن والأردن، فيما شارك كل من لبنان وفلسطين وتونس والجزائر والسودان وليبيا والمغرب بمتسابق واحد، وجاءت المشاركة الوحيدة من خارج الدول العربية لمتسابق من الهند، يتحدث العربية طبعاً.
وتبلغ جوائز المسابقة مليوني درهم إماراتي (أكثر من نصف مليون دولار أميركي)، وتشمل المراكز الأربعة الأولى. كذلك ستتكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية لأصحاب المراكز الأولى.
يُذكر أن البرنامج تتبناه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في إمارة أبوظبي وتنفّذه شركة «بيراميديا» لصاحبتها مقدمة التلفزيون المصرية نشوى الرويني. وفي الحلقة الثانية هذا المساء، سيلتقي أعضاء لجنة التحكيم (بينهم الناقد الجزائري عبد الملك مرتاض، الشاعر السعودي نايف الرشدان، والممثل السوري غسان مسعود)، مع أول سبعة متسابقين تم اختيارهم بالقرعة في الحلقة الماضية. وسيقع اختيار اللجنة في نهاية الحلقة على شاعرٍ واحدٍ من بين السبعة، فيما يتأهل اثنان منهم من خلال تصويت الجمهور إلى المرحلة التالية.

20:30 على «أبو ظبي»