محمد عبد الرحمن
أمير الغناء العربي يتحدّى فنانات الإثارة. لقد أصدر
ألبوماً طربياً في بداية الصيف، مراهناً على النوعـيـة والاختلاف... بعد أفول نجم محمد ثروت ومحمد الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح، هل يصمد هاني شاكر أمام زحام كليبات الشواطئ؟

من السهل أن تتحدث مع هاني شاكر عن الموسيقى والرياضة والذوق العام لساعات طويلة، من دون أن تشعر بمرور الوقت. الفنان المصري الذي بدأ مشواره في السبعينات، لا يزال حاضراً بقوّة في الساحة الغنائية، وقد أطلق أخيراً ألبومه الجديد «أحلى الليالي». في لقائه مع «الأخبار»، يطرح شاكر مجموعة من الآراء المتعلّقة بقضايا تشغل بال الفنانين العرب في الآونة الأخيرة. يبدأ حديثه بإقامة مقارنة بين نادي «الزمالك» الذي يعدّ من أبرز مشجّعيه في مصر، حتى تردد أنه يزور الملعب ويجلس في المقاعد المخصصة للفريق الأبيض، بقدر ما يكون في الاستوديو والحفلات الغنائية. يرى شاكر أن الفريق يمرّ بأزمة تشبه تلك التي يعانيها الوسط الغنائي، «هما يتميّزان باحتضان عدد من الموهوبين، لكنهما يفتقران إلى الرعاية الكافية التي توظف هذه المواهب في إطارها المناسب».
وبعد مناقشة عن مباراة «الزمالك» الأخيرة مع «النادي الأهلي»، وتحديد نقاط الضعف والقوة في الفريق، ينتقل «أمير الغناء العربي» إلى الحديث عن ألبومه الجديد الذي صدر الأسبوع الماضي، محقّقاً صدى مقبولاً في سوق الكاسيت. يؤكد أنه تلقى اتصالات مشجّعة، تشير إلى أن الجمهور استقبل الألبوم بحفاوة. ورغم أنه قرر، مع الشركة المنتجة «هاي كواليتي»، عدم طرح الألبوم في زحام الصيف، وسط الأغاني السريعة وكليبات الشواطئ، إلا أن ظروف إنتاجية عدة جعلته يرضخ للأمر الواقع، ما زاد من سعادته ـــــ على حد قوله ـــــ لأنه كسب معركة العودة، ثم معركة التوقيت.
على ماذا يراهن هاني شاكر في الألبوم؟ يجيب: «بعد كل هذه السنوات من الخبرة، يمكن تلخيص كلمة السرّ في «الاختيارات». لا أحبّ تسجيل عشرين أغنية، ثم أجري استطلاعاً لاختيار نصفها، كما يفعل بعض الزملاء. أنتهج أسلوباً مختلفاً: عندما أستمع إلى أغنية، تُقنعني بكلماتها وألحانها، أضمّها فوراً إلى العمل. هكذا أستمر في بحثي حتى يكتمل التنوع الذي أصطفيه.
علماً بأن الألبوم لم يعتمد على التوزيع الموسيقي الذي ينفذ في الاستوديو، ثم يبدو فقيراً أثناء تقديمه على المسرح... حرصتُ على اختيار الأبسط في كل شيء». ويشير إلى أن دويتو «أنا قلبي ليك» مع شيرين عبد الوهاب شكّل إضافة للألبوم، نافياً أن يكون لتعاونهما علاقة بجهود الصلح التي سعى إليها، بغية عودة المياه إلى مجاريها بين شيرين ونقيب الموسيقيين المصريين الراحل حسن أبو السعود من جهة، وبينها وبين منتج أعمالها السابق نصر محروس.
ويوضح: «علاقتي بشيرين أقدم وأعمق من ذلك. استمعتُ إلى الأغنية صدفةً عند الملحن محمد ضياء، وكذلك شيرين. لكن فكرة الدويتو كانت مستحيلة في ظلّ خلافاتها مع نصر محروس. وبقي الأمر معلّقاً حتى انتقلت هي إلى «روتانا». حينها، تم الاتفاق بين طارق عبد الله، منتج «أحلى الليالي»، وسالم الهندي، مدير الشؤون الفنية في الشركة السعودية. ولأن تصوير «أنا قلبي ليك» مستبعد بسبب شغل شيرين بأعمالها المنفردة مع «روتانا»، اختار شاكر «كل سنة وانت طيب» ليصوّرها قريباً تحت إدارة المخرج محمد جمعة.
ورغم التسهيلات التي قدمتها «روتانا»، لا يزال المطرب المصري ينتقد سياستها في احتكار الحفلات والمهرجانات العربية. ويؤكد أنها غيبت كل المطربين الذين خرجوا منها أو اعتذروا عن التعاقد معها عن مهرجانات عربية مهمة، وخصوصاً «قرطاج» و«هلا فبراير». في المقابل، يعرب عن سعادته بالعودة هذا الصيف إلى مسرح «جرش»، بعد إفلات المهرجان العريق من سطوة «روتانا»، مبدياً دهشته في الوقت نفسه من غياب أي فنان مصري عن فعاليات مهرجان «صلالة» الذي تشهده سلطنة عمان هذه الأيام. لذا، يطالب الصحافيين المصريين بطرح هذه القضية والضغط على الجهات المعنية، من أجل مشاركة المطربين في جميع المهرجانات بعيداً من حسابات شركات الإنتاج.
وهنا، يعرب هاني شاكر عن امتنانه لصحافيي بلاده الذين أثاروا قضية لقب «أمير الطرب العربي»، بعدما أهدته مجلة «شاشتي» إلى الفنان التونسي صابر الرباعي. وقد أثار الموضوع لغطاً خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمناسبة في القاهرة (راجع «الأخبار»، عدد 26 حزيران (يونيو)).
هل انعكس ذلك سلباً على علاقة الأميرين؟ يقول هاني شاكر إن صابر الرباعي هو صديق عزيز، يحترمه ويقدّر فنه. لكن عتبه على المجلة التي اختارت لقباً قد يثير حساسية بين زميلين، «هل تجرؤ إحدى المجلات السورية مثلاً على منح لقب «سلطان الطرب» لأي مغنّ غير جورج وسوف؟ طبعاً لا، لأن لجورج وسوف مكانة خاصة لدى جمهور بلاده». لا يتذكر شاكر كيف انتشر ذلك اللقب الذي وضعه أحد المخرجين في «جينيريك» كليب صوّره في السبعينات، «فأنا لم أسع إليه، لأن الفنان الحقيقي أكبر من الألقاب، وهو ما نتفق عليه أنا وصابر الرباعي».