كامل جابر
يتحدث حسن علي أحمد عن سيارته الفورد «أبو دعسة» كأنها عروس مدللة بين سياراته السبع القديمة. فإلى جانب الفورد (1928)، يقتني أبو علي «ديزوتو» (1949) وكونتيننتال ذات باب يفتح نحو الخلف (1969) ودودج دارب (1969)، فضلاً عن ثلاث سيارات مرسيدس 180 موديل (1964) و(1966).
اشترى علي أحمد سيارات الفورد أواخر الستينيات من ألمانيا «من عند تاجر صديق كنت أتعامل وإياه في تجارة السيارات؛ رفض في البداية بيعها لأنها تعود إلى والده. وبعد الاتفاق، وأنا أعد ثمنها، حاول التراجع، فذكرته بميثاق شرف التجارة، فقال: خذها الآن. وكان الوقت ليلاً، فأحضرت ونشاً ونقلتها، وأخذتها إلى لبنان على متن باخرة؛ وهي في كامل أناقتها وعدتها، لا ينقصها شيء، وتدور إما بواسطة «المارش»، أو يدوياً على «المنيفيل».
تُلقب بـ«أبو دعسة» لأنها مجهزة بدعسة إضافية قرب المقود، يمكن في حال استخدامها، أن تسير من دون استخدام دواسة البنزين». ويروي عن أحد مالكي سيارة «أبو دعسة» من آل مشلب في النبطية، أنه كان ينادي على من في السوق، ويستخدم الدعسة الإضافية، ويردد: «انظروا كيف أن السيارة سوف تلحقني»، ويسير إلى جانبها، وقد أعد لها أبو علي «كاراجاً تحت الأرض، محمياً نوعاً ما من القصف المباشر، وكذلك فعلت بالنسبة إلى بقية السيارات التي اشتريتها في فترات متعاقبة».
ويروي أنه عندما سافر إلى الولايات المتحدة «طلبت مقابلة مالكي شركة سيارات «فورد»، وقد «أخبرني صديق أن لقاء أصحاب الشركة يحتاج إلى أسابيع، ولما علموا بأنني أملك فورد صناعة 1928، حددوا الموعد في اليوم التالي؛ وعرضوا عليّ شراءها، بأي سعر أريده، أو استبدالها بسيارة بأحدث موديل من سيارة فورد؛ فاعترضت لأن السيارات الجديدة تقلع من الأمام، فردوا بأنهم يمكن أن يجعلوها تقلع من الخلف؛ ومع ذلك رفضت المقايضة أو البيع، وعلمت بأنها من بين 8 سيارات فورد فقط لم تزل موجودة في بلاد مختلفة في العالم، وعرضت على المدير هناك أن يأتي إلى لبنان لرؤيتها، فرفض مردداً عندكم «بوم بوم» أي حرب». لا يستخدم علي أحمد سيارة الفورد إلا في فصل الصيف، ولا يسمح لأي كان بأن يقودها، ويقول: «أحد المصطافين من الخليج العربي عرض علي 88 ألف دولار أميركي ثمناً لها، لكنني رفضت بيعها، وقد أقبل بيع رفيقاتها إذا كان السعر مناسباً، لكن هي بالذات، لا يمكن أن أتخلى عنها».
تتميز سيارة الفورد ببوقها الهوائي الذي يدل عليها إينما كانت. يخرج الحاج أبو علي في نزهة مع زوجته في سيارة الفورد في سهل الميذنة شرقي كفررمان، أو خلال زيارة صديق عزيز؛ ثم تعود السيارة إلى مخبئها الذي يحميها من عوامل الطقس و«من أعين الحاسدين».
ويتغنى العديد من هواة مالكي السيارات القديمة في النبطية وجوارها بسياراتهم القديمة، بيد أن الفورد «أبو دعسة» هي الأقدم على الإطلاق، لذلك «يبصم الجميع، على أنني أملك الأفضل والأجمل، ولا يترددون في عروض شرائها، وأرد: وهل يبيع العريس عروسه؟».