بين فيلمي «دخان بلا نار» لسمير حبشي و«المسافر» لأحمد ماهر قاسمان مشتركان هما: خالد النبوي وسيرين عبد النور. في بيروت، أنهى الثنائي تصوير «دخان بلا نار»، وتؤدي فيه سيرين شخصية يمنى، المرأة القوية الجميلة التي تعمل في مجال العلاقات العامة. ترتبط بصداقة مع المخرج المصري خالد (خالد النبوي) الذي يعيش في لبنان، ويحضّر لفيلم عن القمع في العالم العربي على أن تزوّده يمنى بالمعلومات التي يحتاج إليها في هذا السياق. وفيما يعجب كلٌّ منهما بالآخر، يمتنعان عن الإفصاح عن مشاعرهما الحقيقية بسبب ارتباطات عاطفية تجمع خالد مع رنا (ديامان بو عبود)، ويمنى مع حميد (رودني حدّاد). تصرّ سيرين عادةً على أنها ضدّ مشاهد الإغراء... لكن الفيلم يتضمن مشهداً ساخناً يجمعها بالنبوي، فما هذه المفارقة؟ تجيب « هذه المشاهد تحكمها ضرورات دراميّة، فشدّة إعجاب المخرج بالمرأة، تجلعه يتخيلها ترتدي ثوباً مغرياً، تداعبه وتقبّله». وتستدرك: «أنا ضد الجرأة المبتذلة، لكن ثقتي بالمخرج حبشي تجعلني لا أخاف على صورتي معه». تؤكد «لست البطلة، بل مجرد ضيفة شرف في فيلم يضم نوعين من النساء: إحداهما يمنى، المرأة الناضجة الواثقة بنفسها، والثانية رنا التي تتأثر بكل ما يدور حولها».
أمّا في القاهرة، فيجتمع الممثلان في «المسافر» الذي كتبه ويخرجه أحمد ماهر وتنتجه وزارة الثقافة المصرية. وسيطلّان فيه إلى جانب النجم العالمي عمر الشريف ورغدة وعمرو واكد. تدور أحداث العمل حول مقتطفات من حياة رجل في ثلاثة أيام متفرقة، تبدأ بوصوله إلى ميناء بورسعيد على متن باخرة قادمة من أوروبا عام 1948، ترسو في المدينة لليلة واحدة. ثم يعود الرجل إلى ميناء الإسكندرية عام 1973، ويأتي في يوم ثالث الى العاصمة المصرية عام 2001. ويقدم الشخصية في الليلتين الأولى والثانية خالد النبوي، فيما يجسد عمر الشريف الشخصية في الليلة الأخيرة. وعلى رغم بدء التصوير، لم تلتق عبد النور في أي مشهد مع عمر الشريف، «اجتمعت فقط مع خالد النبوي الذي يؤدي الشخصية في سن الشباب والكهولة، فيما سيكون المشهد الذي يجمعني بالشريف بمثابة ذكريات تجول في خاطره». وهل لمشاركتها في فيلم «المسافر» تراجع عن قرارها رفض مقاسمة المصريات أرزاقهن؟ تجيب أن هذا العمل يعدّ استثناءً، «لأن قصته رائعة وإخراجه مميّز، والتعامل مع عمر الشريف لن يتكرر... وفي النهاية أنا أبحث عن مصلحتي».