يقع مركز الإبداع الذي تأسّس منذ سنوات في «دار الأوبرا» المصرية في منطقة الجزيرة، في جوار مسرح «الهناجر» الذي يحتضن الفرق الشابة. وتأتي «أيّام الأفلام الروائية والوثائقية النادرة» التي أقامها المركز أخيراً، في سياق اهتمام مفاجئ من وزارة الثقافة المصرية بحفظ تراث السينما في هوليوود الشرق. وهو اهتمام أكده قرار وزير الثقافة المصري فاروق حسني بإنشاء «سينماتيك» وطنية، أي مكتبة سينمائية تختزن تراث الفنّ السابع في مصر. وهذا القرار الذي انتظره أهل السينما ومؤرّخوها وهواتها منذ سنوات طويلة، أعلنه الوزير حسني خلال آخر دورات «المهرجان القومي للسينما المصرية». ويفرض القرار على كل منتج سينمائي مصري أو أجنبي ينتج في مصر أن يودع نسخة من نيغاتيف الفيلم لدى السينماتيك المرتقب إنشاؤها.والجدير بالذكر أن جهات عدّة، وشخصيات بارزة، دعت في السنوات الأخيرة إلى ضرورة وقف هذا النزف في الأرشيف السينمائي المصري، بتواطؤ من السلطة غالباً. إذ أقدمت المؤسسة الرسمية على بيع نيغاتيفات الأفلام المصرية بالآلاف إلى الفضائيات الخليجيّة، ومنها 2000 فيلم روائي طويل تملكها اليوم مجموعة «روتانا»، و1200 فيلم لدى مجموعة ART، فضلاً عن دخول تلك القنوات إلى سوق الإنتاج السينمائي المصري، ما زاد من الخطر المحدق بالذاكرة السينمائيّة المصريّة، فيما الجمهور يشاهد عاجزاً رجال أعمال من الخليج يسطون على تراثه القومي. وقد ارتفعت وتيرة النقد للتلفزيون المصري الذي فشل في تجديد حقوق عرض معظم الأفلام التي كانت لديه، وخصوصاً بعد قيام الفضائيات الخليجية بحذف ما يحلو لها من مشاهد الأفلام المصرية التي تملكها.