لم تترك سونيا سرنافكا، ممثلة الجمعية النسائية الكرواتية (B.A.B.E) المشاركات في ورشة العمل يتساءلن لوقت طويل عن سبب ارتدائها سواراً أصفر اللون في يدها. شرحت لهنّ سريعاً: «ننظّم اليوم حملة تهدف إلى رفض السلوك الذي تعامل به المرأة الحامل في المستشفيات لدى الولادة. إذ يتعامل معها الممرضون والأطباء بقسوة غير مبرّرة، وهي لا تعرف حقوقها». B.A.B.E هي واحدة من أشهر الجمعيات النسائية التي تعتمد على الإعلام في الترويج لحملاتها المطلبية. وقد عرضت ممثلتها سونيا سرنافكا الكثير من الأفلام الدعائية التي حضّرتها في إطار حملة شاملة ضد العنف، بينها شريط عن طفل يتحدّث مع صديقته آنا، ليعدها بمستقبل سعيد: «لن أكون كأبيك» الذي يضرب أمها. وعرض شريط آخر لمواطنين يتصلّون برجال الشرطة لدى حدوث ضجة في الحيّ، لكنهم يقفلون الشبابيك عند سماع صراخ امرأة يضربها زوجها. ومن الإعلانات التي تعدّها الجمعية، شريط ساخر يصوّر رجلاً شبه عار في سيارة: «هل يثير رغبة في شراء السيارة إذا عرّيناه» تسأل سونيا ساخرة... «أو هل يثير كشفنا لساقيه رغبة لدى أبناء جنسه في شراء جوارب كما تروّج إعلانات الجوارب النسائية؟». تقول سونيا إن الأساس في أي تدريب يجب أن يقوم على محو «الأميّة الإعلامية» التي تعني تعريفاً بدور الإعلام ووظائفه، والطريقة الأفضل لاستخدامه في حملات المدافعة.
وحماسة سونيا في رفض الصورة التي يروّجها الإعلام للمرأة تستدعي سؤالاً عن اسم الجمعية الذي يدلّ على المرأة التي يقدّمها الإعلام، فأوضحت أن (Babe) باللغة الكرواتية تعني المرأة القبيحة (العكس تماماً)، وهي اختصار لعبارتي «كوني نشيطة، كوني متحرّرة». السؤال نفسه طُرح على غيرغي توث ممثلة جمعية NANE الهنغارية التي تستدعي صورة للمراهقات الجميلات (les nanas)، فأوضحت أن الاسم بالهنغارية يعني «انتبه» باللغة الدارجة، وهو اختصار للحروف الأولى من «من امرأة إلى امرأة رفضاً للعنف».