كامل جابر
ينتقي وديع منذر أنطون امرأة لتنقذ شعوب روايته «المختارة»، وهي تحاول الحفاظ على تقاطع عوالمها المتكوّنة من البشر، والخيال ومخلوقاته المختلفة، والسحر في مواجهة عالم الشر ومصاصي الدماء.
وضعت النبوءة المختارة في مواجهة الشر، وهي اقتباس من خيال «وديع» الفتى الجنوبي المولع بقصص الخيال حتى «النهم». قبل ثلاث سنوات ولم يكن حينئذ قد بلغ من العمر 15 عاماً، لمّا كان لا يزال مراهقاً كتب وديع الرواية في جزئها الأول، وبعد مرور بعض الوقت كتب الجزء الثاني ووحّدهما قبل حلول العام المنصرم في رواية من جزءين ونحو أربعين فصلاً بلغة إنكليزية وأسلوب متميز زاخر بمفردات تُستخدم في امتحانات المرحلة الجامعية التي من المتوقع أن يلجها في العام الدراسي المقبل.
لم يُنه وديع أنطون الرواية بالقضاء على مصّاصي الدماء الذين يزرعون الشّر في مختلف عوالم الكون؛ «بل تركت النهاية إلى الجزء الثالث، أي إلى رواية أخرى، تحمل تفاصيل جديدة، لذلك اعتمدت أسلوب التشويق» يقول صاحب الرواية وهو يفنّد اختياره للفكرة وأبطالها، وللمنحى العام للرواية، «بيد أن التفاصيل كانت تُلقي بنفسها بين الفقرات والفصول، حتى بتّ أُفاجأ أنا بالأفكار التي تنهمر بين الفصل والفصل، لبطلة اختارتها النبوءة لإنقاذ شعبها والشعوب المجاورة؛ فكان عليها أن تتدرّب على تعلّم السحر ثم كيفية خوض معركة أسطورية في وجه شرير ورث عن أمه فن السحر، وله كوالده شكل الأقزام، وانتحى مبدأ مصّ الدماء».
الأبطال والقصة وتفاصيلها، جاءت نتيجة أسئلة بدأت تراود الفتى وديع أنطون بعد الثانية عشرة: «هل عالمنا هو الأوحد؟ مؤشرات مختلف العلوم تشير إلى عوالم أخرى في الكون! تصوّرت هذه العوالم انطلاقاً من تجارب الخير والشر في دنيانا؛ القصص التي مثّلت وَلهاً لي على مدى سنوات الدراسة من خلال المطالعة في أوقات الفراغ؛ كل هذه الأمور جعلت سياق الرواية لا يحيد عن شروط الكتابة والقصة الخرافية في المبدأ، الواقعية من حيث التجارب، فجاءت في 165 صفحة من الحجم العالمي المتداول».
منذر أنطون والد الروائي الصغير، هو أيضاً رئيس المدرسة الإنجيلية الوطنية في النبطية ويلفت إلى أن «هناك تلميذين آخرين في المدرسة سلكا خط الكتابة وقد يُصدران عمليهما قريباً». يستعدّ صاحب الرواية لدخول الجامعة، مصمّماً على اختصاص هندسة الكومبيوتر والاتصالات؛ «مما سيجعلني أتأنّى قليلاً في كتابة الجزء الثالث؛ مراعياً الأوضاع العامة في البلاد، فمثلاً: روايتي كانت جاهزة قبل عدوان تموز العام المنصرم، واضطررت إلى تأجيل توقيعها، إلى نحو سنة ما بعد الحرب؛ أتمنى أن يعمّ الأمن والسلام لبنان، حتى أتفرغ أكثر للعلم والعطاء».
اختار وديع أن ينشر روايته، وقد وقّعها في حفل أقيم في النبطية أول من أمس، حضره عدد كبير من أصدقائه الذين حرصوا على اقتناء نسخ منها. هو بهذه الخطوة لم يستسلم لليأس الذي يتملّك أبناء المناطق المهملة، وقد يشجع بذلك آخرين يتمتعون بمواهب متميزة لكنهم لا يعرضون أعمالهم.