بعد أسابيع قليلة من انطلاق قناة «روسيا اليوم»، بدأت المحطة التي أبصرت النور في الرابع من أيار (مايو) الماضي، تواجه المشاكل. إذ انتقد عدد من المتابعين نشرات الأخبار التي تتضمن سلسلة من الأخطاء اللغوية، إضافة إلى تفضيل المحطة الأخبار المحلية على الأحداث العالمية البارزة. كما اتّهم بعض العاملين فيها الإدارة بمعاملة بعض الموظفين العرب بطريقة سيئة، وفرض مصطلحات لا تظهر أي انحياز إلى العرب ضدّ إسرائيل، في محاولة للبقاء في الوسط. لكن مسؤولين في المحطة نفوا هذه الاتهامات، مؤكدين أن أي قناة جديدة قد ترتكب أخطاء لغوية. وأشاروا إلى أنّ السلطات الروسية التي تموّل المحطة، لا تتدخل في رسم سياسة النشرات الإخبارية أو إعدادها، «وهي (أي المحطة)، مثل روسيا، تحاول وضع إيديولوجيا خاصة بها، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي». ويؤكد المسؤولون أنّ «روسيا اليوم» تعرض وجهات نظر السياسات العربية المتضاربة، وتوفر لها المساحة الإعلامية ذاتها، «والدليل على ذلك أنها تعرض تقارير تدعم وجهة نظر الحكومة اللبنانية، فيما تبرز مطالب المعارضة ومواقفها...». كل ما تريده «روسيا اليوم» هو عدم إثارة غضب أحد، وهدفها في المقام الأول إعادة بناء جسر للتواصل مع العرب، بعد عودة الدفء أخيراً إلى العلاقات العربية ــــــ الروسية، ودحض الأفكار المسبقة عنها في الإعلام الغربي». ويشير متابعون إلى أنّ الحساسية بين بعض الموظفين العرب هي التي قد تكون أدت إلى إثارة هذه البلبلة، مؤكدين أن المحطة تولي الأحداث الدولية، خصوصاً العربية، أهميةً قصوى. والدليل تخصيص حلقة من برنامج «بانوراما» لنكسة حزيران، وقد شارك في إعدادها وتقديمها، رئيس التحرير المستعرب الروسي يفغيني سيدوروف. وكشف السفير السوفياتي السابق بافل أكوبوبف خلال الحلقة أسراراً لم تُنشر حتى الآن.