إضافة إلى حضوره النقدي، محمد دكروب معروف بكونه مؤرخ الحزب الشيوعي اللبناني، من خلال كتابه الشهير «جذور السنديانة الحمراء». يقول دكروب: «صدر الكتاب عام 1974 ثم صدرت طبعته الثانية عام 1984. منذ ذلك الوقت، حدثت تطورات مهمة وخصوصاً انهيار الاتحاد السوفياتي».لكن ماذا تتضمن الطبعة الجديدة؟ «متن الكتاب لم يتغير» يجيب دكروب، ويضيف: «لكني كتبت مقدمة طويلة (50 صفحة) هدفها تقريب التاريخ من القارئ الراهن. وهي مقسومة إلى قسمين: أروي في الأول حكاية الكتاب ورحلة البحث عن الوثائق. أما القسم الثاني فينطلق من سؤال طرحته على نفسي: كيف سيكون هذا الكتاب لو كُلّفت بتأليفه اليوم؟ والجواب هو بترهين الواقع، ودعوة القارئ لرؤية تاريخ الحزب الشيوعي في ظل ما جرى من أحداث».
ينتقد دكروب طريقة كتابة التاريخ التي تخضع غالباً للتزوير والإضافة والمبالغة والحذف. ويسأل: هل أنتج الحزب الشيوعي اللبناني (والأحزاب الشيوعية العربية) ماركسيتها الخاصة؟ ولماذا لم تفعل؟ ويطالب بكتابة نقدية لتاريخ الفكر الماركسي وإسهام العرب أو عدم إسهامهم فيه؟ وينتقد سكوت المفكرين العرب عما كان يحدث قبل كارثة انهيار الاتحاد السوفياتي.
يعترف دكروب بأن المقدمة أتعبته. لأنها كانت نوعاً من المراجعة الذاتية أيضاً. لكنه يتمنى أن يصل الكتاب إلى الشباب. ويرغب في القيام بترويج واسع عبر عقد ندوات وحفلات توقيع في بيروت وخارجها. وأن يُركّز على أنّ الحزب لم يعد يهتم بالشأن الثقافي وأن جماهير الحزب لم تعد تقرأ. يأمل دكروب أن يجد صدى ونقاشاً لمقدمته النقدية للحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب العربية: كيف كتبت، وما زالت تكتب، تاريخها. ويتساءل: «كان الحزب الشيوعي اللبناني أحد صانعي الثقافة في لبنان، فلماذا تغيرت الصورة اليوم؟».