strong> نجوان درويش
مَن قرأ روايته «الزهير»، يمكنه أن يعرف جانب الـ«بزنس مان» في شخصية باولو كويلو. فالروائي البرازيلي الذي يُعَدُّ ظاهرة في انتشاره وحجم مبيعاته، لا تنقصه معرفة وصفة النجاح. ومَن يدخل مدوّنته الخاصّة، يدرك كم أنّ صاحب «الخيميائي» يتقن أصول التسويق. إذ يكتشف كيف يردّ كويلو بنفسه على قرّائه، وعلى رسائلهم المستفسرة عن كتبه والمكتبات التي تبيعها في كل بلد، وذلك في جمل مقتضبة مجاملة للقراء (الزبائن؟) وبلغاتهم أيضاً (عشر لغات بينها العربية). ومَن شاهده يقدّم «كليباً» دعائياً لكمبيوترات HP المحمولة، قد لا يستغرب أسباب إلغائه حفلة توقيع روايته في عمان.
وكان يُفترض أن يزور كويلو عمان في 19 من الشهر الحالي بدعوة من «أفلام بلا ميزانية» و«شركة الرواد للصوتيات» لحضور افتتاح الفيلم الروائي «أحلام رفيعة» (للكاتبة حنان الشيخ) والوثائقي «ذاكرة في طي النسيان» اللذين تنجزهما الشركة، إضافة إلى توقيع روايته «ساحرة بورتوبيللو». لكن الكاتب عدل عن الزيارة في اللحظات الأخيرة... وأخذ الأمر بعداً فضائحياً بعدما كشف كويلو ــــ على موقع مدوّنته الإلكترونية ــــ الأسباب التي دفعته إلى إلغاء زيارته. وما كان من الجهة الأردنية المنظمة إلا أن ردّت عليه من خلال الصحافة المحليّة.
طريفة وضعيّة النجم العالمي، يصفّي حساباته على الإنترنت مع متعهد خاص... لأسباب مادية. كلّنا يذكر صورة الكاتب الرائج في دبي مسوّقاً روايته الجديدة «ساحرة بورتوبيللو» ذات «النكهة العربية» في ظل «برج العرب»... لكن دبي ــــ عفواً مستر كويلو ـــ ليست عمّان. وكويلو يتّهم منظمي زيارته باستغلاله بعدما وصلته شكاوى بالبريد الإلكتروني من قرائه في الأردن. ووفقاً لما جاء في مدونته التي نشر فيها شكاوى القراء، يبدو أن كل الاستعلامات المتعلّقة بتفاصيل زيارته الأردنية، كان ينبغي لها أن تمرّ عبر خطّ ساخن يبدأ بالرقم 0900، هذا الرقم الذي وضعته الجهة المنظمة في تصرّف الجمهور، تبلغ كلفة الاتصال به دولاراً للدقيقة الواحدة. كما يتّهم الكاتب المنظمين بأنّهم فرضوا على كل شخص كان يرغب في رؤية الروائي خلال حفلة التوقيع، أن يشتري رواياته من مكتبة محدّدة في الأردن... أما مَن فاتته الفرصة الأولى، فلم يكن عليه لاستلحاق حظّه، سوى شراء تذكرة لحفلة العشاء التي تقام على شرف الروائي، ويراوح سعرها بين 100 دولار و250 دولاراً. كما اتّهم كويلو منظّمي الزيارة بالافتقار إلى الصدقيّة، إذ لم يطلعوه مثلاً على حقيقة الراعين لزيارته. وقد أبلغته مسؤولة «أفلام بلا ميزانية» أن وزارة الثقافة الأردنية والهيئة الملكية للأفلام هما من الجهات الداعية له، في حين أنّ الجهات المشار إليها لا تعرف شيئاً عن زيارته.
أما غادة سابا المسؤولة في «أفلام بلا ميزانية» فبدا ردّها غير مقنع، وإن خفّفت قليلاً من قتامة الصورة التي قدّمها «معجبوه» في الأردن، مستنكرين سياسة التسليع التي تمارس بحقّه (نشرها الكاتب على موقعه)... قالت سابا إنّ كويلو هو مَن اشترط تحديد عدد الذين سيوقّع لهم، وأنّه اشترط فندق خمس نجوم، والسفر بالدرجة الأولى في الطائرة واستقباله في صالة الـVIP. (وهي تفاصيل بديهية في التعامل مع «نجم» مثل «الخيميائي»!)
وأقرّت غادة سابا أنّ كويلو لم يُطْلَع على الإجراءات المتخذة لتنظيم علاقته بالجمهور، لكنّها أوضحت أنّ «سعر الدقيقة أقل من دولار، ويمكن أن يحصل المتصل على إجابة خلال دقيقتين كحد أقصى». وأضافت أن «الربح يذهب إلى شركات الاتصال التي لا بأس في تفعيلها». وبالطبع كويلو لم يكن مهتماً على ما يبدو بـ«تفعيل» شركات الاتصال الأردنية!

http://paulocoelhofanclub.multiply.com/calendar/item/10012