لن يــكون مسلســــــل «الملك فــــاروق» ترجيعـــــاً لصورة تقليدية، لطالما أكدتها الذائقة الشعبية وبعض المؤرخين. إذ سيتعرّف المشاهد بصورة أخرى مغايرة لآخر ملوك مصر، تميط اللثام عن أوهام كثيرة راكمتها الصحف الصفــراء، والمرحلــــة الناصرية وما تلاها. هذه الصحف التي اخترعت سيرة خيالية للرجل، مثلما ألصقت به تهماً كثيرة لا تخصّه على الإطلاق. ويؤكد حاتم علي الذي بدأ عمليات المونتاج على حلقات المسلسل كي يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل، أن وثائق أخرى تثبت بشكل قاطع أن الملك فاروق كان ضحية مرحلة وحقبة مظلمتين. في عهده، كانت أحزاب كثيرة تتصارع في الساحة السياسية، وتحكم البلاد، وتالياً فإن الملك لم يكن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بوجود حياة برلمانية حقيقيــــة تقـرر مصيــــــر البلاد، فهو على سبيل المثال لم يكن مسؤولاً عن صفقة الأسلحة الفاسدة. إنما هي مسؤولية رئيس الحكومة ووزير الحربية. إذ كان حضور الملك في الدستور المصري حينذاك بروتوكولياً محضاً، فيما تسيطر الأحزاب على مقدرات البلاد. ويسلّط العمل الذي يشارك في تجسيد شخصياته كل من تيم حسن، ووفاء عامــــــر، وعزت أبو عوف، ونبيل الحلفاوي، ومحمود الجندي، ومنة فضالي... على عصر كامل، إذ نتعرف بشخصيــــــات أخرى مثل أم كلثوم، وأسمهان، وطه حسين. وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن حاتم علي الذي اعتاد الحضور في أكثر من عمل على خريطة رمضان، سيكتفي هذا الموسم بمغامرته المصرية.