strong> بشير صفير
بعد النجاح الذي حقّقه في تموز (يوليو) 2005، تاريخ انطلاقته، بات «مهرجان الجاز في سوريا» موعداً مكرّساً ينتظره الجمهور السوري والعربي عموماً. وها هي الدورة الثالثة من المهرجان تتسع هذه السنة، لتشمل مشاركة أكبر من فرق أجنبية وسورية، مؤكدة على ثبات هذا الموعد. ثبات لا يعود إلى مثابرة منظمّيه فحسب، بل إلى الإقبال الذي شهده المهرجان من الجمهور السوري والعربي.
ولدت فكرة المهرجان بعد عودة هانيبعل سعد من الولايات المتحدة إلى وطنه الأم. التقى هذا الموسيقي السوري الشاب مجموعة فنانين يحملون شغفاً كبيراً بالموسيقى، وخصوصاً الجاز. ففكر في تنظيم مواهبهم، وتأمين الجو الملائم لتفاعلها. طُرحت أولاً فكرة ورشة عمل موسيقية، لاقت دعماً كبيراً من السفير السويسري في سوريا جاك دو واتفيل، ومسؤولة النشاطات الثقافية في السفارة ندى علاء الدين، والمعهد العالي للموسيقى في دمشق. هكذا، دعا سعد موسيقيّ الجاز السويسري أماديس دنكل لإدارة الورشة التي نتج عنها تأسيس أوّل فرق موسّعة للجاز في المنطقة، ضمت موسيقيين من سوريا وسويسرا وتقرّر تنظيم مهرجان جاز سنوي بدءاً من تموز (يوليو) 2005 يجمع فرقاً غربية وأخرى محلية أو مختلطة.
في عام 2006، تكرّرت التجربة مع فارق عن السنة الأولى. إذ أقيمت مجموعتان من الحفلات (المجانية) في دمشق وفي قلعة حلب الأثرية التي كانت قد انتهت أعمال ترميمها في تلك الفترة. وسرعان ما ارتفع مستوى هذا المهرجان الموسيقي الاستثنائي تدريجاً وزاد عدد المشاركين فيه. وها هي أعدادهم في الدورة الحالية تصل إلى أكثر من عشرين فرقة من سوريا وإيطاليا وكندا وهولندا وسويسرا وتركيا. لكنّ حصة الأسد تبقى للفرق السورية.
يتسم برنامج الدورة الثالثة التي تبدأ بعد غد بالتنـوّع والفن. فبالإضافة إلى تقديم كلاسيكيّات من ريبرتوار الجاز، ستُقدّم ثماني مقطوعات موسيقية جديدة من تأليف موسيقيّ الجاز الأميركي وعازف البيانو فرانك كارلبرغ وأغنيات من التراث الشرقي أعيد توزيعها في قالب جازي. هذا إضافة إلى مفاجآت أخرى من حيث المشاركة.
تبدأ الحفلات من قلعة دمشق بعد غد وتستمر حتى السابع من تموز. أما في قلعة حلب الأثرية، فستُفتتح الحفلات في 3 تموز (يوليو) وتستمر حتى التاسع منه وتقدّم معظم الفرق حفلتين خلال المهرجان.
من المحطات المهمة في حفلات قلعة دمشق، نشير إلى حفلة الافتتاح التي تجمع بين عازف الكلارنيت والمؤلف الموسيقي السوري كنان العظمة بعازف الأكورديون الألماني مانفرد لويشتر. وحفلة الموسيقي السويسري فرانكو أمبروزيتي وفرقته في 3 تموز (دمشق) و5 تموز (حلب). وأمبروزيتي حاز جوائز موسيقية عالية عدة، وسبق أن شارك في أبرز مهرجانات الجاز العالمية ويُعدّ من نخبة موسيقيي الساحة الأوروبية في عالم الجاز.
وينتظر الجمهور في 4 تموز (دمشق) و6 تموز (حلب) إطلالة المغنية السورية لينا شماميان التي تشارك مع باسل رجوب وفرقته (رباعي باسل وجوب) بعدما سبق أن تعاونا في ألبومين للينا، تولّى التوزيع الموسيقي فيهما رجوب الذي يعدّ من أبرز موسيقيي الساحة الفنية البديلة الشابة في سوريا اليوم. كما نشير أيضاً إلى مشاركة أماديس دونكل في 6 تموز (دمشق) و8 تموز (حلب) والتي صارت موعداً ثابتاً للموسيقي السويسري والعضو المساهم في إطلاق مهرجان الجاز في سوريا.
أما المحطّة الختامية المنتظرة في دمشق (7 تموز) وفي حلب (9 تموز)، فستكون مع أوركسترا الجاز التي تضم أكثر من ثلاثين عازفاً ومغنّياً من سوريا وسويسرا يقودهم أماديس دنكل وناريغ أباجيان.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفرقة الكبيرة يديرها ويشرف على عملها هانيبعل سعد الذي يبدو أنّه كسب رهان استقراره في وطنه الأم بعد غيابه الطويل عنه.
وكما أشرنا سابقاً، فإنّ جميع الحفلات مجانية، وسوف يتم توزيع مجلة خاصة بالمهرجان تتضمن البرنامج الكامل والتعريف الكامل بالفرق المشاركة وملفات تحليلية وتاريخية عن الجاز، تولت إعدادها وتحريرها شركة Incognito اللبنانية وأرفقتها بأسطوانة مجانية ضمت نماذج موسيقية من حفلات المهرجان السنة الماضية.
«مهرجان الجاز في سوريا» ــــ قلعة دمشق وقلعة حلب
من 2 إلى 9 تموز (يوليو)، الحفلات مجانية
00963955313030 syria jazz festival