باسم الحكيم
غيّب الموت أول من أمس اللغوي والأديب عمر الزين عن 75 عاماً، بعد صراع مرير مع السرطان... لا يشكّل غياب الزين خسارة للإعلام فحسب، بل للغة العربية أيضاً. فالراحل لم يكن مجرّد مدرّب الإلقاء والأداء لمئات المذيعين والمذيعات منذ أواسط السبعينيات وحتى الأمس القريب، بل كان باحثاً في اللغة العربيّة وحارساً لأدائها السليم.
نصف قرن من العطاء بدأها مخرجاً في إذاعة «الشرق الأدنى للمحطة العربيّة»، عايش خلالها روّاد الإذاعة مثل فتحي أبو لبن، صبحي أبو لغد، غانم الدجاني، ناهدة فضل الدجاني، كامل قسطند، وديعة جرّار، مروان جرّار وإبراهيم الخوري (رئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان» حاليّاً). وفي اتصال مع «الأخبار»، توقف الخوري عند المشوار الذي بدآه سوياً منذ عام 1955 في الإذاعة، وانتقالهما للعمل مخرجين في إذاعة لبنان، إثر إقفال «إذاعة الشرق الأدنى». وبعيد اندلاع الحرب اللبنانيّة، انضم الزين إلى إذاعة «صوت لبنان» التي أسّسها الخوري عام 1976، مدرّباً للغة والأداء. هناك، أشرف على تدريب عشرات المذيعين في الإذاعة قبل أن يجول على عدد من القنوات التلفزيونيّة».
ويرى جورج صليبي، أحد تلامذته في كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة، ثم في دروس الإلقاء في إذاعة صوت لبنان، أن الزين « يمتلك الأسلوب الأكثر دقّة والأكثر احترافاً والأكثر تميّزاً». ويشرح صليبي «كانت دروسه تبدأ بخطبة الجهاد للإمام علي بن أبي طالب، ثم قصائد نزار قباني قبل أن ينتقل إلى قصائد من الشعر العربي الفصيح». ومن تلامذته زينة فياض، منير الحافي، ماريا معلوف، وبسّام برّاك.
من جهته، يؤكد الممثل جهاد الأطرش الذي يواصل تدريب المذيعين في التلفزيونات والإذاعات، أن الزين «ينتمي إلى رعيل المؤسّسين، وبرحيله، فقدت اللغة العربية أستاذاً، لم يملّ البحث والتنقيب فيها». وضع الراحل كتيباً واحداً في مجال التدريب والإلقاء والتقطيع ومخارج الحروف وأصول الإلقاء. كما شارك في الدراما التلفزيونيّة من خلال «آثار على الرمال»، «عليا وعصام»، وغيرها. ووُري جثمانه في الثرى ظهر أمس في صيدا. وتُقبل التعازي اليوم وغداً في منزله في منطقة الأشرفية.