strong> ربيع مطر
سهرة واحدة تفصلُنا عن الحلقة الختامية من «سوبر ستار»، ويُعلن اسم الفائز في الدورة الرابعة. ومع ذلك، مرّ البرنامج مرور الكرام على الشاشة، فلم يدخل مرحلة التشويق، أو يحظَ بالمتابعة والشغف الجماهيري، أقلّه في لبنان. من هنا، يمكن القول إن هذه الدورة هي الأضعف بين دورات البرنامج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس... فبعدما تميّزت النسخة الأولى بعفوية مشتركين، قبلوا خوض مغامرة تلفزيونية جديدة ـــ لم تكن نتائجها مضمونة ـــ حقّقت النسخة الثانية النجاح، إذ تفادى القيّمون على «سوبر ستار 2» الهفوات والأخطاء السابقة، واختاروا أصواتاً، نجحت في تحويل المنافسة من معركة قبلية إلى سباق فنيّ. وقبيل انطلاق الدورة الثالثة، قررت رانيا الكردي الانسحاب، تاركةً أيمن القيسوني، شريكها في التقديم، يتحمّل المهمة وحيداً. يومها، تحسّباً للوقوع في الروتين، قرر فريق العمل إضافة بعض عناصر التجديد، بدءاً من المسرح الكبير والديكور الباهر، وصولاً إلى انتقاء أصوات متميّزة، منحت الأمسيات الغنائية بعض الألق، على رغم خفوت بريقها. ثم جاءت الدورة الرابعة التي بدأت قبل أربعة أشهر وتنتهي قريباً، من دون أن تترك أثراً كبيراً أو موازياً للدورات التي سبقتها.
وفضلاً عن الوضع السياسي المتشنّج الذي أرخى بظلاله على جميع برامج المنوعات التي تصدّر من بيروت، يكمن سبب التراجع الرئيسي في طغيان الأصوات المحدودة التي وصلت إلى النهائيات. أضف إلى ذلك أن برنامج «المستقبل» الأول، وقع في فخ الروتين. هذا ما يبدو واضحاً من أداء لجنة التحكيم التي تتحمل جزءاً من التقصير، عبر تقديم الملاحظات نفسها للمشتركين، واختيار أغنيات قدّمت مراراً في السنوات الماضية، ولم يكن بعضها مناسباً لنهج البرنامج الذي يسلط الضوء في المقام الأول على الأعمال الطربية. كذلك أيمن قيسوني، أخفق بعد كل هذه السنوات، في إضافة أي عنصر جذب أمام الكاميرا. وعوض التصرّف بتلقائية، ركز أكثر على الشاشة المعلّقة وسط الاستوديو حيث كُتب ما سيقوله، باللغة الإنكليزية!
أما اللافت هذا العام، فهو وصول ثلاثة مشتركين من المغرب العربي إلى نهائيات برنامج شرق أوسطي، من دون الحاجة إلى صنع نسخة خاصة، كما حصل مع «ستار أكاديمي». ومع ذلك، فإن يسرا ومروان وسعد لم يتلقوا حتى الآن الدعم والاهتمام الكافيين من صحافة بلادهم. تتميز يسرا محنوش بحلاوة الصوت والأداء، وقد وصفتها لجنة التحكيم بصاحبة الصوت الصاروخي، كما اتصل ملحم بركات بالبرنامج ليعبّر عن إعجابه بها. فيما يتساوى مروان علي وسعد المجرّد بمساحة الصوت، وإن بدا سعد أكثر تمكناً وحضوراً من مروان الذي ما زال خجولاً، غير قادر على تقديم شخصية خاصة به. وبعيداً من التصويت الشعبي، تبدو يسرا أقوى المرشحين للفوز باللقب، رغم ما يتردد في أروقة البرنامج من قرار جهة مغربية بدفع ملايين الدولارات لدعم سعد المجرّد. وهذا الأخير يبدو واثقاً من بقائه حتى الحلقة الأخيرة، إذ يُعلن خلالها عن سرّ ارتدائه للخاتم الذي شغل معجبيه، وهو ببساطة خاتم زواجه قبل سنتين من فتاة أميركية، من أصل باكستاني.
بعد انتهاء الدورة الرابعة، تطلق «المستقبل» نسخة جديدة من «سوبر ستار»، لكونها اشترت مسبقاً خمس نسخ من الشركة البريطانية الأم. وهنا، قد يحتاج معدّو البرنامج إلى التفكير ملياً والبحث عن عناصر تعيد جمهور «سوبر ستار» إليه، إضافة إلى الاهتمام بباقي الأصوات التي وقعّت مع المحطة عقوداً حصرية لخمس سنوات، قبل أن يبتلعها النسيان مع بدء عرض حلقات الموسم الجديد.