strong>باسم الحكيم
بعد الدعاوى القضائية التي أدّت إلى إيقاف برنامج «صندوق الدنيا» على «روتانا»، جاء اليـوم دور الدراما اللبنانية. إذ تتنازع شركتا إنتاج مسلسل «ورود ممزقة» الذي بدأ تصويره أخيراً في بيروت... ما قصة هذا الخلاف؟ وماذا يقول طرفا القضية عنها؟

قبل سنوات، تقدّمت شركة «أون لاين» للإنتاج إلى تلفزيون «ام تي في» بمشروع مسلسل محلّي بعنوان «قلب أسود». لكن المحطة أُقفلت، فتأجّل المشروع، واكتفت الشركة بتنفيذ حلقة تجريبية، أخرجها فؤاد سليمان، وشارك في بطولتها ندى أبو فرحات، كارمن لبّس، جوزيف بونصار وغيرهم. وبعد فترة، لم يبصر خلالها العمل النور، بدأ طوني شمعون مع شركة «فونيكس بيكتشر انترناشونال» التحضير لمسلسل ثان بعنوان «ورود ممزقة». فما كان من «أون لاين»، ممثّلة بمديرها زياد الشويري، إلا أن رفعت دعوى إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، نسبت فيها إلى الكاتب إقدامه على «ارتكاب جرائم الاحتيال وإساءة الائتمان»، على اعتبار أنها وقّعت معه عقداً، تفرّغ بموجبه شمعون لصالحها عن الملكيّة الأدبيّة لقصّة «قلب أسود»، مقابل مبلغ من المال، تُستحق دفعته الأولى بعد أسبوعين من بدء التصوير. وفي التاسع عشر من شباط (فبراير) المنصرم، أصدر القاضي قراراً بـ«منع محاكمة المدعى عليه طوني جورج شمعون، لعدم كفاية الدليل بحقّه، ولكون النزاع يتّصف بالطابع المدني». وفي اليوم التالي، استأنفت الشركة المدعيّة القضية أمام الهيئة الاتهاميّة في جبل لبنان. وفي انتظار الحكم، باشر المخرج إيلي معلوف قبل نحو شهر، تصوير «ورود ممزقة». ويشارك في بطولته: علي الخليل، فيفيان أنطونيوس، فادي ابراهيم، هند باز، وغيرهم. ويتناول قصة رجل يقتل صديقه رغبة في الحصول على زوجته وثروته.
«الأخبار» تحدثت إلى طرفي النزاع، للاطّلاع على حيثيات القضية التي أدخلت الدراما اللبنانية إلى قاعات المحاكم.
الشركة المدّعية
في البداية، رأى مالك إرسلان، محامي الشركة المدّعية، أن «الهيئة الاتهاميّة في جبل لبنان تنظر إلى القضية كنزاع مدني، وهذا لا يعني انتهاء المسألة عند هذا الحدّ». ويراهن على «أننا سنحصل على حكم من القضاء، نحصل بموجبه على عطل وضرر... وسيتوقف المسلسل حتى لو بدأ عرضه»، معتبراً أن «المنتج والمخرج إيلي معلوف لا يعفى من المسؤولية، كون الشركة أرسلت إليه إنذاراً». كما قال مصدر في شركة «أون لاين»، رفض ذكر اسمه، إن «الدعوى مستمرّة، وسنربحها سواء كانت جزائيّة أو مدنيّة».
لكن الاتفاق نصّ على إيفاء الدفعة الأولى للكاتب بعد أسبوعين من بدء التصوير الذي يفترض أنه انطلق يوم تنفيذ الحلقة التجريبيّة؟ يجيب: «صوّرنا الحلقة الثامنة، لكن ذلك لا يعني بدء تصوير العمل بل مجرّد بادرة منّا، بناءً على اقتراح شمعون، لتسهيل التسويق». ويؤكد أننا «دفعنا إلى الكاتب دفعات متلاحقة، بعضها تمّ بموجب إيصالات. ثم فُوجئنا بإرساله إنذاراً، شاكياً فيه عدم تسديد مستحقاته». ويشير إلى «اتصالات تلقتها الشركة من «فونيكس بيكتشر إنترناشونال»، اقترحت فيها أن يكون الإنتاج مشتركاً، بحجة أن ذلك سيشجّع «ال بي سي» على شرائه». ويختم: «لقد حصلنا على الموافقة من محطة لإنتاج المسلسل وعرضه. لذا، يكمن تخوّفنا في أن تُقدمَ جهة أخرى على إنتاج العمل نفسه، وخصوصاً أننا فوجئنا بمسلسل في أدراج المؤسسة، بعنوان «ورود ممزقة». ويذهب هذا المصدر إلى حدّ اتهام شمعون بـ«تقديم أعماله بأسماء مختلفة، بعد إجراء تعديلات طفيفة على شخصيّاتها وتفاصيلها».
ثقة مطلقة
في المقابل، نفى معلوف خبر اتصال «فونيكس بيكتشر» بالشركة الثانية جملة وتفصيلاً، مشيراً إلى أن «ورود ممزقة» ليس نسخة من «قلب أسود».
أما شمعون فأكد: «أن مسلسلاتي تشبه بعضها، ولكن هذا لا يعني أن «ورود ممزقة» هو «قلب أسود». وأشار إلى عدم تقاضيه أي مبلغ مالي من زياد شويري، «لأن ثقتي به كانت مطلقة... كنت أوقّع على عقودي من دون الاطّلاع عليها أو قراءة تفاصيلها، وحتى من دون الحصول على نسخ عنها». ويذهب إلى حدّ اتهام «أون لاين» بمنعه من الاستفادة من 15 حلقة من مسلسل آخر بعنوان «شلّة عالهلة» (عرضته «ال بي سي» الفضائيّة اللبنانيّة قبل أعوام). ويضيف: «عرضتُ على شويري بيع «قلب أسود» لجهة إنتاج أخرى، على أن أكتب له نصاً آخر من ثلاثين حلقة، لكنه رفض». وفي حين ينفي تقديم أعماله نفسها بعناوين مختلفة، يشير إلى أنه بدّل عنوان فيلم «شوكولا، بونبون، كاراميل» إلى «هيي ليلي يا ويلي»، بناءً لطلب شويري نفسه، وذلك للمشاركة في فعاليات مهرجان دبي».
من جهته، يقول كمال حيدر، محامي «فونيكس بيكتشر إنترناشونال» والكاتب طوني شمعون في آن، إنه «لا علاقة لمعلوف بالنزاع بين «أون لاين» وشمعون على الإطلاق... ولا علاقة له أيضاً بقصّة «قلب أسود». واحتفظ حيدر «بحقّ مراجعة القضاء الجزائي المختص لمساءلة شركة «أون لاين» وصاحبها في ما يختصّ بقضية شمعون».