بغداد ـــ الأخبار
كان ذلك المشهد الذي جثت فيه شذى حسّون على ركبتيها، وهي ترفع علم بلادها عالياً، كافياً لإشعال حماسة آلاف العراقيين الذين تجمهروا أمام شاشة «ال بي سي» مساء الجمعة الماضي، لمتابعة السهرة الأخيرة من «ستار أكاديمي 4». خلال الأشهر الماضية، شغلت شذى العراقيين الذين نسوا دوّامة العنف وبراكين الدم، وكثّفوا جهودهم للتصويت لابنتهم. حققت ما عجز عنه أهل السياسة، ووحّدت العراقين، بجميع طوائفهم. بكت على المسرح لحظة إعلان تفوّقها على زملائها من لبنان ومصر وتونس، فأبكت آلاف المشاهدين العراقيين. ورسمت على وجوههم فرحة نسوها منذ زمن، فانطلقت مواكب السيارات في مدينة أبريل ودهوك، واستمرّت حتى فجر السبت.
يذكر أن شذى، التي فازت بسبع ملايين صوت عراقي، وتمنّت أن يسهم فوزها في توحيد اهل بلدها، هي أول فتاة تفوز في «ستار أكاديمي»، إذ سبقها ثلاثة شباب على نيل اللقب. وقد حظيت باهتمام وسائل الإعلام العراقية والعربية والعالمية، حتى «بي بي سي» أعدّت تقريراً طويلاً، تناول بإسهاب تفاعل العراقيين مع «ستار أكاديمي».
وأكد شفيق مهدي، مدير عام في وزارة الثقافة العراقية: «يبعث فوزها رسالة الى العالم، تفيد بأن الإرهاب لا يستطيع طمس الهوية الثقافية العراقية». فيما أشارت الباحثة الاجتماعية هبة الموسوي إلى أن العراقيين يحتاجون إلى من يدخل الفرح إلى قلوبهم. وجاء تفاعلهم مع مواطنتهم كردّ فعل على الكبت الشديد الذي يعانون منه، نتيجة أعمال العنف، وقلّة السفر وطول المكوث في المنزل. لذا، استغلوا هذه المناسبة لتثبيت وجودهم».
أمام شذى (26 عاماً)، وهي من أب عراقي وأم مغربية، عاشت في المغرب وفرنسا، تحديات عدّة. على رغم قلّة المغنيات العراقيات، وبغضّ النظر عن صوتها الجميل والمتمكّن، تحتاج إلى جهد مضاعف حتى تثبت حضورها في سماء الأغنية العربية، ولا يبتلعها النسيان كما حصل مع عدد كبير من متخرّجي برامج اكتشاف المواهب.