القاهرة ـــ محمد محمود
لم يمنع ظهور مغنين جدد كل يوم، وإطلاق قنوات غنائية لا حصر لها، وعرض كليب جديد كل ساعة، من إعلان حالة الطوارئ في معظم شركات الإنتاج، وخصوصاً أن سوق الكاسيت لم تعد تدرّ ذهباً كما في السابق. هكذا عانت “روتانا” في العامين الماضيين من هجرة بعض مطربيها، قبل أن تسارع إلى حلّ مشاكلها مع البقية، والبحث عن أسماء جديدة للتفاوض معها. إلا أن الشركات الأخرى، وخصوصاً الصغيرة منها، لا تزال في مواجهة مستمرة مع المطربين الذين أعلنوا تمردهم عليها، بسبب قلّة الإنتاج. عندما يهاجم مغنٍّ مثل لؤي منتج أعماله سامح عادل، ويصفه بالبخل على صفحات الجرائد، فهذا دليل واضح على تدهور العلاقة بين الطرفين، وقد وصل بهما الأمر إلى تبادل الشتائم والإهانات، وهو ما جعل لؤي يغيب ثلاث سنوات على رغم نجاحه الكبير في أغنية “آه يا ليل” عام 2003. بدأت القصة بعد أسابيع من إطلاق الشاب ألبومه الأول، ثم سرعان ما اختلف الطرفان على حصة المنتج من حفلات لؤي، وغالباً ما كانت تنتهي المعركة بالمصالحة قبل أن تشتعل من جديد. غير أن المفاوضات وصلت اليوم إلى طريق مسدود، وها هو لؤي مطالب بدفع 2 مليون جنيه حتى يتحرر من تعاقده الذي ينص على إصدار خمس ألبومات، قدم منها اثنان فقط. إنها قصة شيرين عبد الوهاب ونصر محروس تعود من جديد، لكن مع اختلاف التفاصيل والأسماء. المنتج سامح عادل، صاحب شركة “ميراج” يعيش مواجهة أخرى مع ريهام عبد الحكيم، مطربة دار الأوبرا التي أدت دور أم كلثوم في المسلسل في مرحلة الشباب. لم يستمر شهر العسل طويلاً بينها وبين الشركة، وسرعان ما بدأت الخلافات، وخصوصاً بعدما أدت عبد الحكيم أغنية “قلبي دليلي” لفيلم “في شقة مصر الجديدة” من دون الرجوع إلى الشركة.
ومن “ميراج” إلى عالم الفن، الشركة التي كانت تنتج أعمال الكبار، تلفظ اليوم أنفاسها الأخيرة. وبعد مرحلة من الانتعاش أعقبت الانهيار الأول، دخلت الشركة غرفة الإنعاش مرة ثانية. وها هو المنتج المخضرم محسن جابر يقنع نجومه بأن السوق لم يعد مربحاً، وأن الحلّ يكمن اليوم في القنوات الفضائية. وهو قد أسس قناة “مزيكا” إيماناً منه بهذ النظرية. لذا، يبدو جابر اليوم مكتفياً ببعض الأسماء فقط: محمود العسيلي، شذى، وخالد سليم، فيما لم يعرف مصير ألبومات سميرة سعيد وهشام عباس ومدحت صالح. أضف إلى ذلك أن نيكول سابا غادرت الشركة قبل أشهر في هدوء، وأحمد العطار أعلن العصيان واتهم الشركة بأنها لن تطلق ألبومه الأول أبداً، فيما بدأت آمال ماهر التفاوض مع شركة “غود نيوز” التي تعد أكثر الشركات استقراراً حتى الآن داخل مصر، وخصوصاً لو تمكنت من ضمّ عمرو دياب إليها. من جهتها، تنتظر جيني خطوتها الأولى مع “عالم الفن”، بعدما غادرت “ميلودي” غاضبة من عدم الاهتمام بها. وهي لم تكن الوحيدة التي خرجت عن طوع “ميلودي”، فالشركة التي تجيد الترويج لمطربيها اعتماداً على المشاهدة الكثيفة لقنواتها الغنائية، فشلت في الحفاظ على مي سليم التي غادرت إلى O Music. كذلك لم تستمر دوللي شاهين طويلاً مع “ميلودي”، فاتخذت أسلوباً جديداً، مكتفية بتصوير فيديو كليب كل فترة. أما سامو زين الذي غادر شركة “كلمة” بعد خلافات حادة، فلا يزال يدرس تجربة الإنتاج الشخصي. بقي أخيراً نصر محروس الذي أجمع الكثيرون على خسارته برحيل شيرين. توقف المنتج الشهير منذ فترة عن اكتشاف أصوات جديدة كما اعتاد طوال السنوات الماضية، فهو غير قادر على تلبية طلبات نجومه الحاليين. ومن الواضح أنه بات يركّز فقط على تامر حسني لكونه الأكثر انتشاراً، ويأتي بعده بهاء سلطان، ثم سوما، ويحاول هذه الأيام التعاقد مع سمية الخشاب كمطربة، إضافة إلى بعض الأصوات الشابة التي لا تزال تنتظر رصاصة الرحمة عبر الانفصال والعمل في شكل مستقل لكون ذلك الحل الوحيد للخروج من ثلاجة شركات الإنتاج...