القاهرة ــ محمد محمود
في وقت يهرب فيه النجوم الشباب من عقود الاحتكار، خالف الممثل نور الشريف قواعد السوق ليوقّع، وقد تجاوز عامه الواحد والستين، عقد احتكار مدته خمس سنوات مع المنتجين وائل عبد الله ومحمد فوزي. وذلك لإنتاج أفلام ومسلسلات ومسرحيات عدة، أولها مسلسل «الدالي» الذي بدأ تصويره أخيراً. لكن الشريف لم يوافق على عقد الاحتكار من أجل ضمان استقرار فني خلال السنوات المقبلة فحسب، إذ أعلن في مؤتمر صحافي عقده أخيراً أن العقد كان واحداً من عشرة عُرضت عليه، هدفها الاستعانة بنجوميته لإبراز مجموعة وجوه جديدة، كما فعل طوال الثلاثين سنة الماضية. الشريف الذي كان معيداً في معهد الفنون المسرحية، أسس ورشاً عديدة لإعداد الممثل. ثم حرص خلال السنوات العشر الأخيرة ــ بعد انتعاش الإنتاج التلفزيوني ــ على تقديم وجوه جديدة في معظم مسلسلاته: أحمد رزق، حلا شيحا، أحمد زاهر، مصطفى شعبان وغيرهم. غير أن الهدف الرئيسي في المرحلة الجديدة هو الاستفادة من النجاح المتوقع للشباب التسعة الذين سيظهرون معه في «الدالي»، وضمان استمرارهم معه لفترة أطول، علماً بأن عقود الاحتكار تجيز لهم التعامل مع منتجين آخرين بشرط موافقة المنتج الأصلي. وبالطبع لم يرفض الشباب العرض لكون عقد الاحتكار مرتبطاً بشدّة بالمسلسل. كيف لا والعمل مع نور شريف في مسلسل سيوزع على معظم المحطات الرئيسة خلال شهر رمضان، فرصة لا تعوّض. بين الوجوه التسعة، مذيعان أعلنا أنهما سيتفرغان للتمثيل إذا نجحت التجربة، هما دينا فؤاد، مراسلة قناة «الحرة» في مصر، وعمرو يوسف أحد مقدّمي برنامج «نشرة الأخبار» على «روتانا سينما». لكن الاسم الأبرز هي مي نور الشريف، الابنة الصغرى للممثل المخضرم والفنانة بوسي. أما بقية القائمة فتضم حسن الرداد، محمد يوسف، أحمد صفوت، آيتن (شقيقة الممثلة وفاء عامر)، إيناس كامل، وأخيراً ندى عادل.
اهتم نور الشريف خلال المؤتمر الصحافي بأن يكون الشباب هم نجوم الحفلة، فقدم كلاً منهم منفرداً، مصاحباً ذلك بموسيقى تناسب الدور الذي يؤديه في المسلسل. واتفق مع مصممة الملابس منى الزرقاني للاهتمام بطلّتهم. وبعد ذلك، أتاح للصحافيين مساحة من الوقت للتحاور مع الوجوه الجديدة، قبل أن ينعقد المؤتمر الصحافي من جديد بحضور المخرج يوسف شرف الدين والمؤلف وليد يوسف، والأبطال صلاح عبد الله ووفاء سالم ومحمد أبو داود، فيما غابت سوسن بدر التي تقوم بدور زوجة الشريف. في اللقاء الثاني، حرص الممثل على نفي شائعتين طالتا العمل قبل بدايته. أولاهما أنه يقدم قصة وزير شهير تعرّض لهجوم حاد من خصومه أطاحه. وأكد أن هناك فرقاً كبيراً بين الوزير الذي رددت الشائعات اسمه، والشخصية التي يقدمها في المسلسل. ونفى أن يكون «الدالي» محاولة جديدة لاستغلال النجاح الجماهيري الذي حققته شخصية عبد الغفور البرعي في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي». وأشار إلى أن صعود الشخصيتين من الفقر إلى الثراء لا يعني استغلال نجاح سابق. ويدور المسلسل في حقبة السبعينيات من القرن الماضي حول رجل أعمال كبير نجح في تكوين ثروة طائلة بفضل انتشار مشاريعه واستثماراته في بلدان عدة، فتلتفت القيادات السياسية إليه، وتختاره كي يتولّى منصباً وزارياً كبيراً، لكنه يصطدم بأصحاب المصالح الخاصة ومافيا الاتجار بأملاك الدولة التي تسعى إلى التخلص منه. ويبدأ المسلسل من غرفة العناية المركّزة بعد تعرّض الوزير سعد الدالي لعملية اغتيال، ثم يتابع المشاهد التطورات التي أوصلته إلى المستشفى.
ومن المنتظر أن يقدم أجزاء أخرى من المسلسل الذي تبلغ موازنة جزئه الأول 16 مليون جنيه (أقل من 3 مليون دولار)، وتُصوّر بعض مشاهده في تركيا ودول عربية عدة. وللمرة الأولى في التلفزيون، أعلنت أسرة المسلسل عقد مؤتمر صحافي آخر قبيل شهر رمضان لعرض أجزاء من الحلقات والترويج للعمل.