هيلين كارير دانكوس، والدة إيمانويل كارير، عضو الأكاديميّة الفرنسيّة العريقة، ونائبة أوروبية سابقة وخبيرة في الشؤون الروسية. حتى الأمس القريب، ارتبط اسمها، بشكل خاص، بكتاب «الإمبراطورية المفكّكة» (1978). هذا البحث الذي استشرفت فيه تفكّك الاتحاد السوفياتي. لكن المؤرّخة وابنة المهاجرين الجورجيين سبّبت قبل عامين، نقاشات مُستفيضة عندما صرّحت خلال مقابلة إلى التلفزيون الروسي «أن تي في» بأنّ تعدّد الزوجات هو السبب الحقيقي لأعمال الشغب التي أشعلت ضواحي باريس، في خريف عام 2005.تحدّثت كارير دانكوس يومها عن «أفارقة يقيمون في شقق ضيّقة، مع ثلاث أو أربع نساء و25 طفلاً، ثم يخرجون من مساكنهم المُكتظّة إلى الشارع». وتوقّفت الصحافة الفرنسيّة مطوّلاً، عند تلك المقاربة الاختزالية لأزمة الضواحي، علماً بأنّ القانون الفرنسي يُحظّر تعدّد الزوجات ويصنّفه نوعاً من الانحراف. لكن وزير العمل جيرار لارشيه تبنّى آنذاك تصريحات كارير في لقاء مع «فاينانشل تايمز»، شأنه في ذلك شأن برنار أكوييه رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الأكثريّة الحاكم اليميني «اتحاد من أجل حركة شعبية» UMP.
واللافت أنّ موقف الأكاديميّة الرصينة، ترافق، ذلك الوقت، مع تصريحات عنصريّة أخرى للفيلسوف آلان فينكلكراوت الذي احتجّ على «انهزام الفكر» في ظلّ همجيّة المجتمع الحديث. رأى فينكلكراوت، الصهيونيّ الهوى، في حديث إلى صحيفة إسرائيلية أنّ المنتخب الفرنسي لكرة القدم الذي يسوّق له بصفته «أسود، أبيض، عربي»... بات راهناً «أسود، أسود، أسود»... ومدعاة سخرية أوروبا كلّها. ليعود فينكلكراوت بعدها ويندم على انزلاقه إلى تلك الدعابة السمجة.