قراء صحيفة «بوست أوك إنريكه تدننغار» السويدية اضطروا إلى تغيير عاداتهم، فهؤلاء الذين اعتادوا ملمس ورقها لا يجدونها في الأسواق في الآونة الأخيرة، وقد اكتشفوا أنها انتقلت أخيراً إلى شبكة الإنترنت. عميدة الصحف العالمية «سترمي السلاح»، فقد أسست الملكة كرستين الصحيفة عام 1645، واستمرت بالصدور رغم تضاؤل عدد قرائها في فترات متعددة. وقد أُنشئت الصحيفة لتكون وسيلة إعلامية رسمية «تقدم تقارير للمواطنين»، كما يؤكد هانس هولمس أحد رؤساء تحرير الصحيفة السابقين. لكن العمل تطور مع مرور السنين، وصارت صحيفة «مكتملة تصدر في طبعات سويدية وأخرى دولية».نالت «بوست أوك إنريكه تدننغار» لقب عميدة الصحف مع بدايات الحرب العالمية الأولى، بعدما توقفت الصحيفة الفرنسية «لا غازيت دو رونو» عن الصدور، وكانت قد أطلقت عام 1631، أي إنها تكبر الصحيفة السويدية بـ14 عاماً.
لم يدم «نعيم» عميدة الصحف طويلاً، فقد ظهر منافسون لها في القرن العشرين، وتراجع عدد قرائها، حتى صاروا في بداية القرن الحالي 1500 مشترك فقط. واضطرت الصحيفة ــــــ المرتبطة بالأسرة الحاكمة في السويد ــــــ أن تتخصص في الشؤون المالية والاقتصادية والقانونية.
في ظل تراجع عدد القراء، صارعت إدارات الصحيفة طويلاً ضد شبح «العوز» المادي، وكانت تحصل على دعم من المؤسسات الرسمية، وأطلقت وزارة العدل العام الماضي تحقيقاً في محاولة لتخفيف ميزانية الصحيفة.
قدمت الشبكة الإلكترونية «الحل السحري» لمعضلة خسائر «بوست أوك إنريكه تدننغار»، هكذا ستنتقل الصحيفة إلى العالم الافتراضي بشكل نهائي، ولن تطبع بعد الآن في نسخ ورقية.