لم تعد الإنتاجات الدراميّة التي تضم وجوهاً من جنسيّات عربيّة مختلفة تقنع الممثل اللبناني الذي اعتاد أن يفوز زملاؤه المصريون والسوريون وحتى الخليجيون بحصة الأسد من الشخصيات الرئيسيّة. ولعل هذا كان كافياً، لاتخاذ قرار بات لسان حال معظم هؤلاء الممثلين: «لا للمشاركة في دراما عربيّة، إذ لم تعد تضيف شيئاً إلى رصيدنا الفني». لذا ستكون الحسابات من الآن فصاعداً مختلفة: كارمن لبّس لم توافق على أداء شخصيّة الزوجة اللبنانيّة في المسلسل الخليجي «دنيا الهروب» للكاتب عايد علقم، إلا بعديل حجم الدور بطريقة تناسب حجمها، كذلك بالنسبة إلى نادين الراسي. أضف إلى ذلك أن سمير شمص قد يعتذر عن المسلسل، «إذا لم تُطور الشخصيّات اللبنانيّة مثلما اشترطتُ». خلال سنوات الركود الدرامي المحلي، اضطر الممثلون اللبنانيون إلى الموافقة على أي دور طلباً للمال وسعياً للانتشار، وهم أول من تحملوا تبعات هذه المشاركة، لكنهم يتقاسمون المسؤولية مع المنتج والمخرج العربي اللذين يستخفان بقدرات الفنان اللبناني. ويعدّ مسلسل «عشتار» للمخرج ناجي طعمة الذي ضمّ كلاًّ من أنطوان كرباج، آمال عفيش، كارول الحاج، ووفاء شرارة، نموذجاً للاستخفاف بقدراتهم. في المقابل، نجح عمار شلق وفادي ابراهيم في الحصول على أدوار أساسية في بعض الإنتاجات التاريخية. كذلك الحال بالنسبة إلى هند باز التي شاركت في مسلسل «وبعد» للمخرج الكويتي خلف العنزي. وهي تعد نفسها اليوم بعمل آخر معه، إضافة إلى دور أساسي في مسلسل «ذاكرة الجسد» لأحلام مستغانمي.
هناك أيضاً المخرج عدنان ابراهيم الذي وزع بطولات مسلسل «ليل السرّار» مناصفة بين اللبنانيين (سميرة بارودي ومي سحّاب ومجدي مشموشي) والسوريين. وفي بعض الحالات، لا تجد الدراما السوريّة بدّاً من إسناد البطولة إلى اللبناني، كما في مسلسل «الملاك الثائر» عن حياة جبران خليل جبران. إذ يؤدي دور جبران في فترة الشباب شادي حدّاد، فيما يلعب رفعت طربية الشخصية في فترتي الكهولة والشيخوخة في العمل الذي لم يعرض بعد.