صناعة الوجبات السريعة ومخاطرها، ألهمت أكثر من فيلم في أميركا خلال العقد الأخير... وأول عمل يتبادر إلى الذهن ربّما، شريط وثائقي للمخرج الأميركي المستقل مورغان سبورلوك، بعنوان «Super Size Me» (2004).ركّز الفيلم أكثر من «أمّة الوجبات السريعة» على رصد الأضرار النفسيّة والصحية والجسدية التي تسبّبها تلك الوجبات في الانسان. إذ استمرّ سبورلوك طيلة شهر في تناول منتجات «ماك دونالد» فقط، وصوّر نفسه بشكل متواصل يأكل الهمبرغر... خلال شهر واحد زاد وزن سبورلوك 12 كيلوغراماً، وارتفع مستوى الدهن في دمه... كما عانى تقلّبات في المزاج وتضرّر الكبد.
أثار الفيلم ضجةً كبيرة يومها، واتّهمت شركة «ماك دونالد» المخرج الأميركي بأنّه يسعى إلى تسويق نفسه أكثر من عرض الوقائع. وبدأت سلسلة من الحملات الاعلانية المضادة للفيلم. فعندما وزعت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية الفيلم على قرص DVD مجاني مع أحد أعدادها العام الماضي، وضعت «ماك دونالد» اعلاناً في الصحيفة ذاتها على مساحة صفحة كاملة، تدافع عن منتجاتها، وتدعو الزبائن غير الراضين إلى الاتصال بأرقام هاتفيّة منشورة في الاعلان. وأطلقت شبكة «ماك دونالد» لمطاعم الـ «فاست فود» حملة اعلانيّة في بريطانيا... داعيةً المستهلك إلى ولوج موقع الانترنت (www.supersizeme-thedebate.co.uk) : «ادخل لترى ما نوافق عليه وما لا نوافق عليه في فيلم سبورلوك».
على رغم ادعاءات «ماك دونالد» في معرض دفاعها عن نفسها، وحملاتها المضادة لفيلم مورغان سبورلوك Super Size Me، سارعت الشركة العالميّة إلى إجراء العديد من التعديلات على لائحة طعامها، واعترفت ـــ ولو بطريقة غير مباشرة ـــ بوجود مشكلة وخلل ما في محتويات تلك الأطعمة.