القاهرة ــ محمد محمود
ما زال الفراغ الذي خلّفه الرحيل المفاجئ لنقيب الموسيقيين المصريين حسن أبو السعود يقضّ مضجع الكثيرين من العاملين في المهن الموسيقية. هؤلاء «الغلابة»، كما يطلق عليهم، بينهم العازفون الذين أُحيلوا على التقاعد أو العاطلون من العمل بسبب انتشار الموسيقى الإلكترونية، يطمحون إلى تعيين نقيب يكمل مشوار أبو السعود، وخصوصاً في ما يتعلّق بالخدمات التي حرص الراحل على تقديمها إليهم. بعد ذلك، تأتي قضية حماية المهنة من الدخلاء وخصوصاً مغنيات الفيديو كليب، وهي قضية مهمة لكنها ليست من أولويات أعضاء النقابة، على رغم اهتمام الصحافة بها... وبات السؤال الملحّ: من هو الشخص الذي يتحلّى بالشجاعة الكافية ليحلّ مكان أبو السعود. وانقسم الرأي بين ترشيح شخص ذي خبرة نقابية، يكون ملمّاً بقوانين العمل النقابي، أو فنان يستطيع عبر علاقاته تحصيل حقوق الأعضاء. وفيما تحدد موعد الانتخابات بعد ثلاثة أشهر، فجّر المغني هشام عباس مفاجأة بإعلان ترشحه للمنصب، مؤكداً أنه أقرب إلى التعبير عن مشكلات جيله. ورأى متابعون أن عباس الذي تراجعت نجوميته كثيراً، بات يملك متسعاً من الوقت للعمل على خدمات النقابة، بخلاف هاني شاكر الذي رفض الفكرة من الأساس. ويتحدّث بعضهم عن ترشيح الموسيقي هاني مهنا الذي يتمتع بشعبية لا بأس بها. إلا أن أصحاب الخبرة النقابية لن يتخلّوا عن معركتهم بسهولة: معظم الذين عملوا مع أبو السعود في السنوات الخمس الأخيرة أعلنوا نيتهم الترشح: حسن شرارة، القائم بأعمال النقيب حالياً، ورضا رجب، المستقيل من مجلس النقابة وهو والد الفنانة غادة رجب، وعاطف إمام، عضو سابق أيضاً ووكيل معهد الموسيقى العربية، والملحن منير الوسيمي، السكرتير العام الحالي للنقابة... جميعهم بلا استثناء يراهنون على أصوات الأغلبية الصامتة من العازفين والملحنين. إلا أن نجوم الطرب، وفي مقدمهم شيرين عبد الوهاب وحكيم، أعلنوا مساندتهم هشام عباس منذ اليوم. وحتى تكتمل دائرة الترشّحات وتبدأ الحملات الانتخابية، تعيش النقابة على صفيح يحترق، في انتظار نقيب سيُعاني كثيراً من المقارنة بحسن أبو السعود.