strong>الكتب الأربعة السابقة من “ديوان الشعر العربي الجديد” استقبلت بانتقادات صاخبة... فهل تكون زوبعة أخرى في انتظار الكتاب الخامس المخصّص لبلاد المغرب العربي، ضمن مشروع محمد عضيمة الأنطولوجي؟
هذا أمر متوقع، وخصوصاً أنّ هذه الأنطولوجيا تضع حوالى 200 شاعر في سفينة واحدة تكاد تغرق بنصوصهم، بمزجها تجارب وفضاءات متباعدة في سياق جماعي، يختزل القصيدة إلى مجرد مقطع أو عبارة بحثاً عن “بيت القصيد”. ما يمثّل نصاً جماعياً له خصائصه الجمالية المتمثلة في “القول الشعري”، و“اللحظة المتوهجة في النص”، و“بلاغة الاختزال”. ويشير محمد عضيمة في مقدّمة الكتاب إلى أنّ هذه التجربة تنبثق أساساً من مفهومه للحداثة التي ينبغي لها أن تنسف الجسور مع الذائقة التقليدية في تلقي النص الشعري، ونقلة نوعية من “مجاز السماع” إلى “مجاز الصورة” والتوغل عميقاً في تجارب بعيدة عما هو معرفي وتوحيدي وعقلاني.
ويلقي الكتاب الضوء على تجارب شعرية جديدة قادمة من ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، تنتمي إلى ما بعد تجارب الحداثة الأولى والثانية أمثال: آمال موسى وآدم فتحي وجلال الحكماوي وعبد الإله الصالحي، وأبو بكر زمال، ورشيد نيني، وصالح قادربوه وياسين عدنان ويوسف رزوقة... ويشير عضيمة إلى أنّه قام بخيانات صغيرة في ترتيب المقاطع المختارة كي تنسجم مع روح المشروع.
تجدر الإشارة إلى أنّ صاحب هذه الانطولوجيا سبق وأنجز “ديوان الشعر الجديد” في العراق والجزيرة العربية وسوريا ولبنان. ويعمل على الكتاب السادس المخصّص لشعراء وادي النيل.