القاهرة – محمد محمود
فيما لم تهدأ في القاهرة بعد أصوات الفنانين المصريين المحتجّين على أداء الممثل السوري تيم حسن لشخصية الملك فاروق في مسلسل «فاروق الأول والأخير»، يبدو أن جمال سليمان سيعود إلى المعركة من جديد، بعدما أشعلها العام الماضي مع «حدائق الشياطين». إذ عرضت شركة «الجابري» على النجم السوري تجسيد شخصية جمال عبد الناصر في مسلسل «الناصر» الذي يسلط الضوء على قصة حياة الزعيم الراحل بجميع جوانبها السياسية والإنسانية.
وفيما يعكف السينارست يسري الجندي على كتابة حلقاته، أبدى سليمان موافقة مبدئية على خوض هذه المغامرة. وذلك لأسباب عدة أبرزها أنه لن يفوّت فرصة تقديم هذه الشخصية التاريخية التي أدّت دوراً مصيرياً على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، وما زالت حاضرة في ذاكرة الشعوب العربية على رغم مرور 37 عاماً على رحيلها. أضف إلى ذلك العلاقة القوية التي تربط سليمان بشركة «الجابري» التي أحسنت استقباله في «حدائق الشيطان». كما دافعت بشراسة عن اختيارها له أمام منتقدي ظهوره الدرامي الأول في مصر في دور رجل صعيدي يتزعم عصابة لتجارة المخدرات. وكانت الشركة قد نجحت في الحصول على توقيع سليمان للمشاركة في مسلسل «أولاد الليل». وقد حظي بامتيازات عدة، حتى إنه استعان بنص سوري وتم تحويله إلى قصة مصرية تدور أحداثها في شوارع بورسعيد.
وسهّل وصول دور عبد الناصر إلى سليمان، انتقال حق إنتاج المسلسل من المنتج محمد فوزي الذي تعاقد معه المؤلف الجندي قبل عامين، لكنه لم يتخذ أي خطوات تنفيذية في هذا المجال، سوى ترشيح المخرج محمد فاضل، صاحب الفيلم الشهير «ناصر 56» إلى شركة “الجابري”، التي قرر الجندي التعامل معها والتي رشحت بدورها مخرجها المفضل إسماعيل عبد الحافظ.
لكن المفاجأة لا تكمن في إقصاء فاضل عن العمل فحسب، وهو من أصحاب الفكر الناصري، بل في تولي «العمدة» إسماعيل عبد الحافظ هذه المسؤولية، وهو لم يقدم مسلسلات تاريخية من قبل على رغم خبرته الدرامية الطويلة.
وكان حافظ قد تعاون مع سليمان في «حدائق الشيطان». وهو مشغول حالياً بتصوير أحدث ما كتبه أسامة أنور عكاشة «المصراوية». وتستعد شركة «الجابري» حالياً لبدء الخطوات التنفيذية الأولى للمسلسل المتوقع تصويره في الأشهر الأخيرة من العام الحالي، بعد أن ينتهي المؤلف من كتابة كامل الحلقات، وينهي البطل والمخرج ارتباطاتهما الأخرى.
وتبدأ أحداث «ناصر» عام 1926 حين كان عمر جمال 8 أعوام، وتستمر حتى وفاته عام 1970. إذا خاض سليمان التجربة، فسيحقق له نجاح المسلسل مزيداً من النجومية. والدليل أن أحمد زكي حصد نجاحاً كبيراً بعدما قدم شخصية الرئيس المصري في «ناصر 56». كذلك جذب رياض الخولي الأنظار إليه بعدما أدى الدور في «أم كلثوم»، وهو ما تكرر مع مجدي كامل في «العندليب». لكن سليمان سيكون الممثل الأول الذي يقدم حياة رئيس عربي في مسلسل تلفزيوني طويل.