strong>القاهرة ـــ محمد محمود
«هوليوود الشرق» لا تزال غارقة في أزمة الممثلات.
حتى الجميلات الوافدات من بيروت ودمشق، يعجزن عن سدّ الفراغ. وفي الآونة الأخيرة تعرقل انتاج أربعة أفلام دفعة واحدة، في انتظار... البطلة المناسبة

فيما تزيد الانتقادات التي تلاحق المنتجين المصريين على إهمال بنات البلد، وبحثهم في بيروت أو تونس عن “وجوه جديدة” تنقذ الشاشة من “أزمة الممثلات”، لم تعد الأسماء المصرية أو العربية، الموجودة على الساحة المصرية، قادرة على سدّ الفراغ ومعالجة الأزمة التي تهدد بإيقاف أكثر من فيلم جديد.
حتى السنوات الأخيرة، كانت الفنانة المصرية تبرر هرولة منتجي القاهرة لاهثين وراء زميلتها العربية، بأنهم كانوا يبحثون عنوجه يحلّ محلها، بعدما رفضت “بنت البلد” قبول دور ساخن، تخشى ردة الفعل عليه بعد عرض العمل. من هذا الباب مثلاً، دخلت هند صبري عالم السينما المصرية في فيلمي “مذكرات مراهقة” و“مواطن ومخبر وحرامي”. في الوقت نفسه، وعلى رغم وجود عدد قليل من الممثلات المصريات اللواتي قد يقبلن الظهور بملابس السباحة مثل داليا البحيري او علا غانم، فشلت هذه الأسماء في مغازلة شباك التذاكر. وهكذا، بقيت الأدوار الأساسية محجوزة باسم حنان ترك ومنى زكي ومنة شلبي وياسمين عبد العزيز ومي عز الدين، إضافة إلى هند صبري التي انتقلت إلى القائمة بعدما قدمت دور مدرّسة من منطقة شعبية في فيلم “أحلى الأوقات”.
إلا أن أزمة الممثلات اليوم لم تعد تتعلّق بنوعية الأدوار فحسب، بل بكثرة الإنتاج وزيادة الطلب على النجمات، في وقت لم تعد فيه الأسماء المذكورة أعلاه قادرة على سدّ الفراغ. إلا أن بعض المنتجين وجد حلاًّ عبر الاستعانة بوجوه جديدة، وقد وصل الأمر بعدد منهم إلى حصر نشاطهم بالتفرّغ لهذه النوعية من الأفلام. واختار بعضهم الآخر التعامل مع ممثلات عربيات، حتى لو لم يكنّ قادرات على جذب الجمهور. يكفي أن يعتمد هذا المنتج على اسم البطل واهتمام الصحافة المحلية بأي ممثلة لبنانية تدخل السوق المصري، حتى يستقطب بعض المتفرّجين. ومع ذلك، توقّف إنتاج عدد من الأفلام بسبب أزمة النجمات. وقد دخل فيلم “سيرة الحب” الذي يعمل المخرج شريف مندور على إخراجه منذ عام تقريباً، الثلاجة لأن حنان ترك تراجعت عن بطولته إذ إن مضمونه لا يتناسب مع الحجاب الذي ترتديه. واعتذرت المرشحة الثانية نيللي كريم بسبب حملها. كل ذلك وقف عائقاً امام إتمام العمل الذي يعتمد على الحركة، خصوصاً أن ترك ونيللي هما الوحيدتان اللتان دخلتا الشاشة الصغيرة عن طريق عالم الباليه. وقد علّق المخرج، بعد قراره تجميد العمل، ساخراً: “دخلت الوسط الفني قبل أيام، فوجدت لافتة كتب عليها: عفواً لا يوجد لدينا ممثلات!”. حنان ترك أيضاً كانت السبب في تعطيل فيلم “عُقد يعقد” للمخرج أحمد مكي. وبعدما أعلنت عن موافقتها المبدئية على أداء الدور، اعادت حساباتها واعتذرت لأن البطلة تدخن السجائر، وهو ما لا يتناسب طبعاً مع صورتها الملتزمة الجديدة. وعوض أن تستغلّ ترك الفيلم الذي سيؤمن لها دعاية كبيرة ــــــ على اعتبار أنه الأول لها بعد الحجاب ــــــ بدأت منة شلبي قراءة الورق، وهي تستقبل كل أسبوع تقريباً فيلماً جديداً. الممثلة الشابة انتهت قبل أيام من تصوير فيلم “هي فوضى” مع يوسف شاهين، وتدخل قريباً استديو التصوير برفقة هاني سلامة لتشارك في فيلم وحيد حامد الجديد “الأولة في الغرام”. لذا، هي تحرص على اللعب مع الكبار، الأمر الذي أدى إلى رفضها الاهتمام بالأفلام الأخرى.
القصة نفسها تكررت مع فيلم “لسه فاكر” الذي تنجته إسعاد يونس، ويشارك في بطولته شريف منير. وفيما يجسّد منير في العمل دور شاب مصاب بحالة نادرة من فقدان الذاكرة، لم تجد يونس بعد الصبية الملائمة للقيام بدور حبيبته. وبعد اعتذار منة شلبي، اقتُرح الدور على منة شلبي المشغولة بعدد من المشاريع كما ذكرنا سابقاً. ثم ذهب شريف منير مع مؤلف العمل وائل حمدي ومخرجه محمود كامل لمشاهدة مايا نصري في أول أفلامها “الكود 36”، لكن اداءها خيب آمالهم، فبدأت رحلة البحث من جديد.
أما “شقاوة”، ثاني أفلام المطرب سامو زين، فقد بدأ تصويره أمس بعد سلسلة من التأجيلات بسبب البطلة أيضاً. وقد تمّ ترشيح هند صبري ثم ياسمين عبد العزيز ومي عز الدين. لكن الدور انتقل أخيراً إلى فرح، وهي ممثلة مغمورة، ظهرت أمام أحمد زكي في “أرض الخوف”. وقد تجيد أداء دورها الجديد، لكنها حكماً لن تساعد سامو زين في جذب الجمهور الذي لا يزال متمسكاً بحنان ترك ومنى زكي.