strong> فاطمة داوود
قبل أعوام قليلة، قررت الحسناوات الوافدات إلى عالم الغناء تصعيد معركة «التحرر». دفعن حدود الحياء إلى أقصاها، وانطلقن في عالم الأغاني، تلك السوق التي باتت اليوم تضم كل شيء. أصبحت الشاشة الراقصة، تنعم بفتاة تتمايل بـ«شورتها» القصير وضفيرتيها الطفوليتين، وزميلة لها تتمايل وتتمدد وتتشعب... لكن الحسناوات لم يبقين وحيدات في الميدان، أراد الرجال دخول المعركة. رفعوا السقف أكثر، وراحوا يطلقون تأوهاتهم على الهواء. هكذا ظهر جاد الشويري. بحث عن الاختلاف في الكتابة والتلحين وإخراج الأغاني. رأى المخرج الآتي من إحدى جامعات باريس، أنّ الفن ليس رسالة سامية، ويهدف فقط إلى الترفيه عن الناس، وإيصال «أحاسيس» الفنان ومشاعره إلى الجمهور المستمع! ومن هذا المنطلق، قدم أعماله وكليبات ماريا وتينا وإيوان ونسرين وغيرهن.
لكن صاحب «قلّي ازاي» بدأ أخيراً إعادة حساباته. وبعدما قدّم ماريا في عمل «ملتزم» بعيداً من العري الذي ميّز إطلالاتها السابقة، أعلن عن تغيير سياسته في المشاريع المقبلة. لكن ما الذي دفعه إلى تبديل صورته؟ وهل سئم الانتقادات التي اتهمته بإفساد الذوق الفني العام؟ يجيب مستهزئاً كعادته: «لم أضجر من الانتقادات، بل صُدمت بردات الفعل العنيفة. لطالما ضحكت عند قراءة أي هجوم ضدي، ورأيت أنه كلام سخيف! اليوم، قررت خلع عباءة الجرأة، ليس لأنني غير مقتنع بما قدّمته في السابق، بل لأثبت قدرتي على الاستمرارية والمنافسة خارج إطار الإثارة... وخصوصاً أنّ مجتمعنا الشرقي لم يتقبل أفكاري الغربية والغريبة. أسعى إلى اكتساب قاعدة جماهيرية واسعة، وسأعمل جاهداً على الاحتفاظ بها حسب الأصول». لكنه في المقابل، يرفض الاعتراف بفشل مشروعه السابق، «قدمت رؤية فنية معاصرة، لم يستوعبها الناس، لذا أحتاج الى وقت إضافي حتى أثبت صحة ما قدمته سابقاً... والدليل أن فنانين أمثال وسام الأمير وزين العمر وهادي شرارة، هاجموني أولاً ثم عادوا واعتذروا مني». الانطلاقة الجديدة ستبدأ بدويتو مع الفنانة الإيطالية بنديتا، إضافة إلى أغنية منفردة بعنوان «زيّ ما هيي» من كلمات هيثم شعبان وألحان جاد نفسه، تمهيداً لإطلاق الألبوم الذي أوشك على الانتهاء من التحضير له.
يقول الشويري إن الألبوم لن يحمل مواضيع متكررة مثل الحب والفراق ولوعة الحبيب. صاحبنا قرر الحديث في السياسة والاجتماع. لذا، سيغنّي المساواة بين الرجل والمرأة، و“حبّ الحياة». وسيقدّم في العمل أغنيتين لبنانيتين، كذلك يتعاون مع الفنان المصري محمود العسيلي بأغنية تتناول تجربته في الإخراج، بعنوان «أنا مخرج».
هذا ليس كل شيء، فهو لحنّ لإيوان أغنية عن دور الموسيقى في مواجهة ضغوط الحياة، بعنوان «عليّ الموسيقى». وهناك ألبوم آخر يحضّر أغانيه، لكن بالإنكليزية هذه المرة. إذ أنهى تسجيل خمس أغنيات منه حتى الآن، على أن يضمنّه أغنية «وريني» التي قدّمها مع الأردنية ملك الناصر بعد ترجمتها إلى الأغنية الإنكليزية، إضافة الى أغنية «بيروت» التي سيتولى غي مانوكيان إعادة توزيعها. أما في الإخراج، فهو يستعد لتصوير عملين، أولهما للمصري حسام حبيب والثاني لفريق سوري جديد يضم فراس وسماح.
أخيراً، ينفي الشويري جملة وتفصيلاً الخبر الذي انتشر قبل أيام على مواقع الانترنت، وأشار إلى أنّه في صدد إطلاق فضائية إباحية، وأنّه تلقى رسائل تهديد بقتله. ويقول: «لهذه الأسباب قرّرت تغيير صورتي بشكل جذري. خلال أيام، سأصدر بياناً، أوضح فيه كل المسائل الشائكة»