رنا حايك
يحلّ المخرج اللبناني مارون بغدادي ضيفاً على قاعة “سينما ميتروبوليس” في 24 من الشهر الجاري ضمن أسبوع الفيلم الفرنكوفوني، من خلال العرض اللبناني الأول لفيلمه الفرنسي “الرجل المحجّب” ( L’Homme voilé). وفي مناسبة حلول يوم الفرنكوفونية في 20 من آذار (مارس)، تنظّم وزارة الثقافة “أيام الفرنكوفونية” للعام الثاني.
تستمر فعاليات المهرجان حتى 2 نيسان (إبريل)، موعد اختتامه بفيلم La Vie en Rose الذي يحكي قصة حياة المغنية الفرنسية إديث بياف. ويشتمل البرنامج على عروض مسرحية وندوات وحفلات، إضافة إلى العروض السينمائية التي تنظّمها الوزارة مع قاعة سينما “ميتروبــــــــــوليس” في “مسرح المدينة”، بالاشتراك مع سفارات فرنكوفونية من فرنسا إلى سويسرا وكندا، مروراً برومانيا وبلغاريا، مصر والمغرب. يــــــشارك كل من هذه الدول بفيلمين.
ويفتتِح الفيلم الفرنسي La Tourneuse de pages الأسبوع في “ميتروبوليس” في ٢١ من الجاري، ولا يغفل البرنامج الأفلام القصيرة. إذ يعرض من لبنان أفلام إيلي خليفة (Van Expres) ورامي قديح (A Sheharazad tale) وهاني طمبا (After shave)، ومن مصر فيلم شريف البنداري “صباح الخير”.
ومن الأفلام الروائيّة الطويلة، نشير إلى الشريط المغربي “ألف شهر” (إخراج فوزي بنسعيدي) والمصري “بحب السيما” (أسامة فوزي). وتتمثّل المشاركة اللبنانية بفيلم غسان سلهب الأخير “أطلال”، يسبقه عرض لمقابلة أجراها المخرج مع السينمائي الفرنسي جان لوك غودار في عام 2005.
إلا أن الحدث الأهم على مستوى المشاركة اللبنانية يتجسّد في العرض ـــ الأول في الصالات اللبنانية ـــ لفيلم المخرج الراحل مارون بغدادي “الرجل المحجب” (1978). يحكي الفيلم قصة طبيب لبناني يعود إلى بيروت بعد سنوات من الغربة للبحث عن ابنته، ويعود لمواجهة الحرب الأهلية. شارك الفيلم في مهرجان البندقية. ونال الفرنسي برنار جيرودو جائزة أفضل ممثّل عن دوره فيه. ويلعب الفنان البارز ميشال بيكولي دوراً لافتاً في العمل الذي يمكن اعتباره أحد أنضج أعمال صاحب “حروب صغيرة”.
يعتبر بغدادي (1950 ــ 1993) من أبرز رموز الرعيل الذي حاول التأسيس لسينما لبنانية جديدة. لكنّ الجيل الجديد لا يكاد يعرف إنجازاته... فأعماله قليلة العرض محلياً رغم أهميتها كشاهد على مرحلة الحرب الأهلية، وبعضها فُقِد مثل فيلم “تسعون” عن الأديب ميخائيل نعيمة.
ويأتي المهرجان ليعرّف الجمهور اللبناني إلى هذا المخرج الذي رحل باكراً، قبل إتمام عمله الأخير “زوايا”، الذي كان ليكون آخر نبوءاته: فكما اعتبر النقاد “بيروت يا بيروت” أول أفلام بغدادي، توقّعاً للحرب الأهلية حين عُرض عشيّة اندلاعها (1975) ببضعة أيام، يقول المطّلعون على سيناريو “زوايا” إنّه كنبوءة متأخرة، ومشروع فيلم عن “العفو” والمسامحة والسلم الأهلي.... وتموت إحدى الشخصيات الأساسيّة بوقوعها عن الدرج، تماماً كما مات بغدادي قبل أن تسنح له الفرصة تصوير فيلمه الأخير...

سينما ميتروبوليس : هاتف 01,753013
http://www.culture.gov.lb