strong> فرح داغر
لم يكن إعلان قناة “روتانا سينما” تخصيص أسبوع للأم (في مناسبة عيد الأمهات) من 18 حتى 24 آذار، أمراً مستغرباً، فالقناة تمتلك كمّاً من الأفلام، يساعدها على اختيار عناوين خاصة للأعمال التي ستعرضها، في أي وقت تشاء ذلك. لكنّ اختيارات القناة، تسلّط الضوء على أزمة تعانيها الأعمال السينمائية التي تُقدّم اليوم: غياب عدد من القضايا الاجتماعية، كوضع المرأة في مجتمعنا مثلاً، عن اهتمامات المنتجين والمؤلفين والكتّاب. هكذا سيكون أحدث فيلم تعرضه “روتانا” في أسبوع الأم هو “لا تسألني من أنا” للفنانة شادية، إنتاج عام 1984. أضف إلى ذلك أنّ القناة وضعت في خانة “أفلام الأم”، أعمالاً لم يعتد المشاهد تصنيفها على أساس أنّها تعالج قضية الأمومة. وبينها مثلاً، فيلم “شفيقة القبطية” الذي قدمته هند رستم عام 1963 عن قصة للصحافي الراحل جليل البنداري، وإخراج حسن الإمام وبطولة زيزي البدراوي، حسن يوسف، فاخر فاخر، وفؤاد المهندس.
الفيلم، حتى لو تحدث عن علاقة البطلة بابنتها، يرصد في الأساس تاريخ راقصة شهيرة في النصف الأول من القرن العشرين. لذا لم تدخله ذاكرة المشاهد المصري ضمن أفلام تقدّس الأم. الكلام عينه ينطبق على “خطيب ماما” و“عالم عيال عيال”. العمل الثاني (بطولة رشدي أباظة وسميرة أحمد)، كوميدي بامتياز، يتحدث عن والد لثمانية أطفال يقرر الارتباط بامرأة تعيش مع أولادها الستة، وتبدأ المفارقات حينما يعيش الجميع في منزل واحد. أما “خطيب ماما” (أحمد مظهر، نبيلة عبيد ومديحة يسري)، فيدور حول فتاة مراهقة تتعلق بالرجل الذي تحبه والدتها. هناك أيضاً فيلم “غريب في بيتي” الذي يسلّط الضوء على بحث الأم المضني لتوفير مستقبل ولدها اليتيم. لكنّ ظهور نور الشريف لاعبَ كرة شهيراً وعلاقته الغريبة بسعاد حسني، لا يؤهلان الفيلم ليدرج في خانة “عيد الأم”. في المقابل، تجاهلت القناة أفلاماً مثل “أم العروسة” و“الحفيد”، على رغم دور الأم البارز في الفيلمين.
أما بالنسبة إلى الأفلام التي تعالج فعلاً قضايا الأم في مجتمعنا العربي، فيأتي في مقدمها الفيلم الشهير “إمبراطورية ميم” الذي اعتبر مغامرة لفاتن حمامة في مطلع السبعينيات. يومها أدركت “سيدة الشاشة” أنّها انتقلت إلى مرحلة عمرية تؤهلها للقيام بدور أرملة تعيش مع أولادها الستة، بينهم هشام سليم الذي ظهر للمرة الأولى في العمل. فيما اعتزلت لاحقاً ليلي حمادة وحياة قنديل، وكان الفيلم الأول والأخير لسيف أبو النجا، الشقيق الأكبر لخالد أبو النجا، والزوج الأول للفنانة نجلاء فتحي. أما “أمهات في المنفى”، فيناقش قضية فساد صغار الموظفين تحت ضغوط الانفتاح الاقتصادي بعد حرب أكتوبر، وقدمه عادل إمام وإسعاد يونس عام 1984، وأدت دور الوالدة أمينة رزق، إحدى أشهر أمهات السينما المصرية. أما “لا تسألني من أنا” أحد أبرز أفلام شادية، فقدّمته مجموعة من الوجوه الشابة في ذلك الوقت، أبرزهم يسرا وهالة صدقي وفاروق الفيشاوي وهشام سليم. لكنه كان العمل السينمائي الأول الذي يحذّر من ظاهرة لم تتوقف بعد، هي الاتجار بالأطفال. وبين الأفلام التي لم تعرض بعد، تقدم القناة:
“شفيقة القبطية” هذا المساء عند الساعة 21:30
“أمهات في المنفى” الخميس 21:30
“إمبراطورية ميم” الخميس 02:00 فجراً
“لا تسألني من أنا” الجمعة 21:30
“عالم عيال عيال” السبت 21:30