فاطمة داوود
تتنقّل جومانة بوعيد بين القاهرة وتونس والكويت لتنفيذ مشاريع جديدة. هذا ليس كل شيء، فهي اليوم في بيروت مشغولة بنوال الزغبي ولطيفة، ومنهمكة بالتغيّرات الجذرية لبرنامج “مع حبّي”

قررت جومانة بوعيد أخيراً تطوير المفهوم العام لبرنامج “مع حبي”. بعد ثلاث سنوات، لا بدّ من التغيير حتى لو كان موقتاً. وهذا المساء، تكسر المقدمة اللبنانية القاعدة الأساسية للبرنامج عبر استضافة نجم واحد والاحتفاء بألبومه، لتستبدل به أحد صنّاع الأغنية، سواء كان ملحّناً أو شاعراً أو موزّعاً أو حتى مخرجاً. أي مجازفة أقدمت عليها بوعيد، وهل خلت الساحة الفنية من النجوم؟ تجيب باقتناع: “هناك جنود مجهولون يصنعون نجاح الأغنية، لكن حقوقهم مهدورة تماماً. لذا ارتأيت أن أمنحهم مساحة كبيرة تحت الأضواء، وهذه الخطوة ليست جديدة. إذ استضفتُ سابقاً عدداً من الشخصيات الفاعلة في هذه المجالات”. من هنا، ترفض بوعيد اعتبار المسألة مجازفة، “هي فقط محاولة لتكريس نجاح البرنامج من خلال محاربة عقدة النجوم. هم اعتادوا أن يكونوا أبطال الحلقات، فيما يأتي الجميع لمساندتهم. هذه المرة ستنعكس الآية”. في الحلقة الأولى من سلسلة التغيير، ارتأت بوعيد تقسيم البرنامج إلى ثلاث فقرات. هكذا تستضيف الملحّن سليم سلامة فتغنّي دينا حايك من ألحانه، والموزّع هادي شرارة لتقدم زوجته كارول صقر أحد أعماله، والمخرج وليد ناصيف على أن تشدو باسمة إحدى الأغنيات التي أخرجها لها على طريقة الفيديو كليب. وفيما كان مقرراً ظهور الشاعر نزار فرنسيس والفنان معين شريف في الجزء الأول من الحلقة، غابا عن التصوير بداعي المرض.
على رغم الصبغة اللبنانية البحتة التي طبعت الحلقة الأولى، تكشف بوعيد عن استعدادها لتصوير حلقات تكرّم شخصيات عربية أيضاً. وتعمل حالياً على تنفيذ حلقة مصرية خالصة في الثامن عشر من نيسان المقبل، وتتبعها حلقات أخرى من الخليج والمغرب العربي. لكن ما مصير “مع حبي” بعد هذه الحلقة الاستثنائية؟ تردّ بسرعة: “نقوم بالتحضيرات اللازمة لتصوير حلقات خاصة بألبومات كل من جواد العلي ونبيل شعيل وراشد الفارس وعبد الله بالخير. كل ذلك قبل أن يحين موعد التغيير الجذري لإطار البرنامج ومضمونه في الموسم المقبل”. أما لماذا دمجت الفكرتين معاً، ولم تقدم برنامجين مختلفين، فتعترف: “أعتبر الحلقة اختباراً للملحّنين والشعراء والفنانين أيضاً، وجسّ نبض للمشاهدين وأهل الصحافة. وبعدما نستمع إلى الأصداء، نتّخذ القرار النهائي”.
جومانة التي عادت أخيراً من الكويت حيث قدّمت أمسيات مهرجان “هلا فبراير”، تبدو اليوم في غاية الحماسة والحيوية لأفكارها الجديدة، وخصوصاً أنها زارت تونس والقاهرة من أجل تقديم حلقة خاصة عن الفنانة لطيفة التونسية. وقدمت في القاهرة المؤتمر الضخم الذي عقدته “روتانا” للمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب. واليوم، تستعد في بيروت لتقديم حفلة انضمام نوال الزغبي إلى الشركة، في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في فندق “الموفنبيك”.
ولكن إلى أي مدى كان لجومانة دور في العقود التي أبرمتها الشركة مع كل من نوال الزغبي وشيرين عبد الوهاب ولطيفة؟ تجيب بصوت عالٍ: “أبداً، لم يكن لي أي علاقة بذلك. كل ما في الأمر أنني أتمنى فقط انضمام بعض الفنانين إلى شركة “روتانا”، وأنا في انتظار راغب علامة وراشد الماجد. لكنني لا أتدخل في المفاوضات، وقد يعتقد بعضهم العكس لأنني ببساطة أقدم المؤتمرات التي تحتفل بالنجوم، وأشرف على تحضيراتها”.
من هنا، تعتبر بوعيد نفسها معنية بالدفاع عن شركة “روتانا” ما دامت منضوية تحت لوائها. لذا تسعى إلى مواجهة كل ما تتعرّض له الشركة من انتقادات. وترفض الاتهامات التي تحمّل “روتانا” مسؤولية فشل بعض الفنانين، وخصوصاً المصريين: “كل من يحمّل الشركة مسؤولية فشله يكون هو الفاشل. أما المغنّون المصريون، فحضورهم قوي في الشركة، من أنغام ومحمد فؤاد إلى شيرين وزيزي وعمرو دياب”.
خلال المؤتمر الخاص بإطلاق ألبوم الفنانة المغربية رجاء، حيّا المذيع عماد هواري بوعيد على أنها “نجمة روتانا”، فهل تشعر فعلاً بهذه النجومية؟ تردّ مبتسمة: “هم يقولون إنني نجمة “روتانا”، وهذا يفرحني. أضيفي إلى ذلك منحي لقب أفضل إعلامية لعام 2006، وثناء عبد الغني طليس في صحيفتكم على أدائي. كلّ هذا يمنحني دفعاً نحو التقدّم ويشعرني بالنجومية، مع إدراكي أنني لست كذلك بالنسبة إلى آخرين”. أخيراً، سؤال لا بدّ منه: هل جومانة بوعيد الآمر الناهي في الشركة، كما يتردد. تجيب بصوت عال: “لست كذلك مطلقاً. إنها مجرد شائعات وأخبار عارية من الصحة”.

21:00 على “روتانا موسيقى”