قد يفكّر ملياً كل من يهوى الفن قبل خوض تجربة الغناء. النجوم العرب ليسوا في مواقع يحسدون عليها، وعام2006 لم يكن عادياً بالنسبة إليهم. المشهد الغنائي قبل تموز (يوليو) هو غيره بعد ذلك الشهر الدامي. الجوائز وحفلات التكريم لم تنجح في تعويض ما خسرته مهرجانات الصيف، أما شركات الإنتاج فلم تعد تعوّل على مبيعات ألبوماتها. هل هناك من يرغب بالمجازفة؟ طبعاً، فـ“سوبر ستار” و“ستار أكاديمي” و“أكس فاكتور” صامدون في ديار العرب، ونحن على موعد مع “نجوم” جدد في 2007


جوائز



قد تعود كثرة الجوائز وحفلات التكريم التي شهدها الوسط الفني إلى رغبة المنتجين في التعويض عن غياب المهرجانات الغنائية. كرّست جوائز الـ“موريكس دور” نجومية جيل الشباب مثل آدم ويارا وأحمد الشريف. وحصدت إليسا للسنة الثانية جائزة “وورلد ميوزك أوورد” عن أفضل مبيعات لألبوم “بستناك” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واختير حسين الجسمي سفيراً للشباب من إدارة المركز العربي للشباب في مصر، أما هيفا فاختارها موقع “إيلاف” شخصية عام 2005، فيما كرّم عمرو موسى على هامش ملتقى المنتجين العرب كل من كاظم الساهر وماجد المهندس. وأخيراً منح صابر الرباعي مفتاح مدينة فاس المغربية.




إصدارات

لم يكن عام 2006 عادياً في سوق الكاسيت العربي، كأن السوق كانت تنتظر رصاصة الرحمة لتودّع صناعة مزدهرة شكّلت منجم ذهب لكثيرين. وعلى رغم عدد الألبومات الكبير، لم يحقق معظمها الرواج. أسهم “المونديال” أولاً في تأجيل طرح ألبومات عدة قبل أن تندلع الحرب على لبنان، وتتبعثر الأوراق وتضرب بخطط المنتجين عرض الحائط. سجّلت “روتانا” التي أنهت العام الفائت عقود عدد لا بأس به من المغنين. وحقق ألبوم إليسا “بستناك” نسبة مبيعات مرتفعة، كذلك حسين الجسمي مع “حسين الجسمي 2006”. وقدمت أمل حجازي “بياع الورد”. وعاد جورج وسوف مع “هي الأيام”، وأصالة في “حياتي”، وأحلام مع “الثقل صنعة”، وفضل شاكر في “الله أعلم”، وأخيراً رامي عياش في “حبيتك أنا”. وبعيداً من “روتانا”، أطلقت نانسي عجرم “يا طبطب ودلع” لكنه لم يتفوق على نجاح أعمالها السابقة. واستعانت ديانا حداد بالشاب خالد في ألبوم “زي السكر”، فيما اصطفت كارول سماحة الإثارة للترويج لـ“أضواء الشهرة”. ولم يكن الحظ حليف نوال الزغبي التي أطلقت ألبوم “ياما قالوا” مع شركة “عالم الفن” قبل أيام من بدء العدوان. وقبل نهاية العام، أصدر عاصي الحلاني ألبوم “دقات قلبي”. وفيما استأثر ألبوم محمد حماقي “خلص الكلام” بإيرادات السوق المصرية، تفوق سعد الصغير مع أغنية “العنب” على وردة التي أصدرت أغنيات “آن الأوان” في الفترة عينها.




قضايا

طاردت اللعنة المطربين المصريين خلال عام 2006. لم يكن أحد يتوقع أن يدخل تامر حسني السجن بتهمة تزوير شهادة أداء الخدمة العسكرية. ولولا قبول طلب الالتماس بالإفراج عنه، لبقي وزميله هيثم شاكر في السجن حتى نيسان 2007. أما شيرين فوصلت خلافاتها مع منتج أعمالها نصر محروس إلى نقابة الموسيقيين التي منعتها من الغناء في مصر حتى انتهاء الأزمة. الراقصة دينا اتهمت بالتسبب في “سعار جنسي” بعدما رقصت في وسط القاهرة ترويجاً لفيلم “عليا الطلب بالتلاتة”. ومنعت الإذاعة المصرية بث أغنيات صابر الرباعي.
على صعيد شركات الإنتاج، شكلت عقود الفنانين مع “روتانا” الحدث خلال العام الماضي: أعلن عمرو دياب أنه لن يجدد عقده مع الشركة، وأجّل مراراً طرح ألبومه الجديد “خليك معايا”. وهذا ما حصل مع إيهاب توفيق وشمس اللذين شنّا حملة ضد “روتانا”. أما كاظم الساهر فجدد عقده مع الشركة السعودية لسنة واحدة فقط. في المقابل، أقامت “روتانا” حفلة ضخمة لإعلان انضمام المطربين الخليجيين أبو بكر سالم إليها وعبادي الجوهر. وهي ستنتج أيضاً ألبوم لطيفة الجديد.
هذا وقد عاش معظم فناني لبنان خلال فترة العدوان “على صفيح يحترق”... وفيما هرب معظمهم من البلد، ألغى بعضهم سلسلة من الحفلات، ولم يعودوا إلى خشبة المسرح إلا أخيراً.




عودة الأغنية الوطنية

أعادت مشاهد الدمار والدم التي عاشها لبنان، الأغنية الوطنية إلى بؤرة الضوء. انهالت الأغنيات الوطنية على لبنان بكثافة، ولا نعرف إن كانت ظاهرة صحية أم لا. اجتمعت نجوى كرم للمرة الأولى مع ملحم بركات في “وبيبقى الوطن”. وقدم أحمد العريان أوبريت “الضمير العربي” الذي جمع أكثر من 33 فناناً، في مقدمتهم وديع الصافي. وقدم سمير صفير أوبريت “طير الرماد” في سوريا. وأدى عاصي الحلاني “صامدون”، كذلك أطلقت باسكال مشعلاني “وينك يا إنسان”، وغنى ريان “لبنان عم يبكي”. هذا إضافة إلى “لبنان يا لبنان” لجوانا ملاّح، و“صباح الخير يا بيروت” لماجد المهندس، و“شامخون” لزين العمر. وغنّت المطربة السعودية وعد أغنية “لبنان”، وأطلقت رانيا الكردي “حبيتك يا لبنان”. وأخيراً، أطلت جوليا بطرس في “أحبائي”، القصيدة المستوحاة من رسالة للسيد حسن نصر الله. وأحيت جولة “أحبائي” التي عاد ريعها لمصلحة عائلات شهداء الحرب.




مهرجانات



إنه عام الكوارث بامتياز. لم تستطع المهرجانات الفنية أن تستقطب الأضواء. كانت البداية من الخليج. إذ ألغيت السهرات الأخيرة من مهرجان الدوحة السابع بسبب وفاة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح. وهو ما أدى أيضاً إلى إلغاء مهرجان “هلا فبراير”. وأعلن الحداد في الإمارات بعدما غيّب الموت حاكم دبي ورئيس الوزراء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، فعلّقت فعاليات مهرجان دبي. بعد ذلك، توجهت الأنظار الى بيروت حيث أحيا فيفتي سنت وريكي مارتن ثم ماجدة الرومي حفلات أنعشت بداية فصل الصيف. كذلك غنت ماريا كاري في تونس وجنيفر لوبيز في دبي. كل ذلك سبق العدوان الذي وصل دخانه إلى جميع المهرجانات العربية: أوقف مهرجان “جرش” أمسياته، واعتذرت “روتانا” عن عدم تقديم حفلات “قرطاج”، فيما خصص ريع حفلات المطربين التونسيين الى ضحايا الحرب. وغابت فيروز عن “بعلبك”، وأطفأت “بيت الدين” أنوار مدرجها...




على الشاشة

على رغم أن البرامج السياسية كانت المحور الأساسي في الفضائيات العربية، حقق بعض برامج المنوعات الفنية حضوراً لافتاً على الشاشة. قدم نيشان العام الماضي برنامجين هما “شاكو ماكو” ثم “أكيد أكيد مايسترو”. ونجح طوني خليفة في “هذا أنا”. شهد 2006 أيضاً عودة طوني أبو جودة وزوجته كارلا في “يا ليل يا عين”، وميراي مزرعاني في “إيقاع”. واستمرت برامج اكتشاف النجوم بنجاح كبير، ففاز اللبناني جوزيف عطية في “ستار اكاديمي 3” على LBC، والمغربية رجاء في “اكس فاكتور” على “روتانا”، وأخيراً ابراهيم الحكمي في “سوبر ستار 3” على “المستقبل”.




نجمة العام

كأنها خرجت من نفق مظلم... هكذا عادت ماجدة الرومي في 2006 مع ألبوم “اعتزلت الغرام” الى سوق الكاسيت بعد غياب سبع سنوات، سببه مشاكلها الزوجية. في خريف 2005، مهّدت لعودتها بإطلاق كليب “الحب الوفاء” الذي حمل توقيعي الملحن عبد الرب إدريس والمخرج سعيد الماروق. لكن انطلاقتها الحقيقية لم تبدأ إلا مع أغنية “اعتزلت الغرام”، ثمرة تعاونها الأول مع ملحم بركات. حقق العمل معادلة صعبة، وصالح جمهور الشباب مع الطرب. وها هي تطلّ في كليب استعراضي راقص من إخراج نادين لبكي. قد يكون من المنصف أن نطلق على الرومي لقب “نجمة العام”، فألبومها سجل نسب مبيعات مرتفعة، وأحيت سلسلة حفلات ناجحة من المحيط إلى الخليج. واختتمت عامها الماسي بمشاركة خوسيه كاريراس الغناء في افتتاح “دورة الآسياد” للألعاب الأولمبية في الدوحة، وأقامت أول حفلة في إمارة الشارقة، عاد ريعها الى تنظيف شواطئ لبنان التي تلوثت جرّاء العدوان الإسرائيلي.




ظواهر



لعلّ أبرز ظاهرة سجلت في العام المنصرم هي اهتمام الجميلات بأغنيات الأطفال: هيفا مع “الواوا”، دومينيك مع “واوا أح”، وروزي في “نوسو بابا”، ثم مروى ونيللي مقدسي التي انتحلت شخصية “ذات القبعة الحمراء” في كليب “بس هس”.
من جهة أخرى، كان 2006 عام الثنائيات. ملحم بركات وحده تعامل مع ثلاث فنانات: ماجدة الرومي، نجوى كرم وكارول صقر. وغنى فضل شاكر مع يارا، ووديع الصافي مع رويدا عطية، وديانا حداد مع الشاب خالد، والشاب مامي مع كاظم الساهر، وصباح مع رولا سعد. واجتمعت نوال الكويتية مع أحلام، ومحمد عبده مع أحلام أيضاً. وأخيراً لطيفة التي قدمت ألبومها المنتظر “معلومات أكيدة” مع زياد الرحباني.
وعلى الصعيد الشخصي، شغلت أصالة الرأي العام بسبب طلاقها من أيمن الذهبي ثم زواجها من المخرج طارق العريان. واهتمت الصحف بانفصال نور الشريف عن بوسي بعد زواج دام 30 سنة، وانفصال رويدا المحروقي عن الموزع مدحت خميس. كذلك اهتمّ الوسط بقضية الراقصة سمارة التي اتهمت باختطاف ابنها والاعتداء على خادمتها.




من دفاتر مازن كرباج