“مليار و300 مليون مسلم ليس فيهم مفكر واحد” كانت هذه العبارة خاتمة حوار طويل استضافته مكتبة الاسكندرية بين أدونيس ومثقفين مصريين منذ شهرين. صدمت العبارة كثيرين حتى إن أحدهم سأله: “ولا حتى أدونيس؟”.أجاب: “ولا حتى أدونيس. ولا نصر حامد أبو زيد أو محمد أركون... إنني أتحدث عن مفكر يسعى الى تجديد الإسلام من داخله، حتى هذه الأسماء كُفّرت وكان مصيرها النفي”. وأضاف: “لا أتجرأ أن أتحدث عن مستقبل الثقافة العربية. لكن يبدو أنّنا نحن العرب ــــــ كطاقة إبداعية في العالم ــــــ انقرضنا. لقد أصبح القرضاوي ممثلاً للإسلام بدلاً من محمد عبده!”.
ماذا لو أعاد كتابة “الثابت والمتحول” الآن؟ كان سيعيد النظر في مسائل ثلاث: أولاً، الربط بين قضايا الحداثة والتراث في الثقافة العربية التي كانت مثل العلاقة بين الذات والآخر. إذ لم يكن الآخر دوماً طرفاً في الحوار بل عنصراً تكوينياً من عناصر الذات. وضرب مثلاً بظاهرة التكفير التي انتشرت وتعد سلباً للإنسانية، وتحوّل الإسلام سجناً واسعاً. ثانياً، التأمل بالنص القرآني، فهو جامع للثقافات قبله، وهو كتاب لا تاريخي، بلغة تاريخية. وهذه العلاقة بين التاريخية واللاتاريخية تستحق التأمل. وأخيراً، النظر إلى ما حدث في اجتماع سقيفة بني ساعدة الذي دشّن العنف السياسي الديني، وحوّل الخلافة الدينية إلى نظام سياسي، والسلطة إلى غاية، والانسان الى أداة!