البلد دي حلوة قوي من فوق، غير اللي يبصّلها من تحت في الزحمة والدخان والقرف»... تختصر هذه الجملة التي قالها المحامي فتحي، وهو يتأمل القاهرة من أمام شرفة أحد الفنادق الفخمة في فيلم «طيور الظلام» (إنتاج عام 1995)، الرسالة التي أراد السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، إيصالها عن بلد ينهش الفساد أواصره، وتتحكم الوصولية في مواطنيه. تتقاطع دروب الزملاء الثلاثة في مهنة المحاماة: فتحي (عادل إمام) وعلي (رياض الخولي) ومحسن (أحمد راتب)، خلال محطات عدة من محاولاتهم الارتقاء في حياتهم الاجتماعية والمهنية. وفيما ينأى محسن بنفسه بعيداً من الصراعات الدائرة بين السلطة والجماعات الدينية، ينغمس علي مع الجماعات المتطرفة لترتيب صفقات شراء الأسلحة والدفاع عن الإرهابيين في المحاكم. أما فتحي فيتسلق سلّم السياسة من خلال استغلال أحد المرشحين للوزارة، وعاهرة تدعى سميرة (يسرا). ويحقق له الفساد مجداً سياسياً، لا يلبث أن ينتهي حين يتم القبض على سميرة، فتفضحه. ترتبط مسيرتا علي وفتحي بعنوان واحد هو الفساد والبراغماتية... وفيما ينتهجان مسلكين متناقضين (السلطة ضد التطرف)، تبرز لحظة مكاشفة حقيقية بينهما، كم أنهما متشابهان في أسلوب الانتهازية الذي يعتمدانه، والذي يؤدي بهما في النهاية إلى الالتقاء في زنزانة واحدة يكملان المواجهة فيها.
20:00 على «سينما 1»