المصوّرون هم أكثر من يتعرّض للاعتداء خلال تأدية عملهم. ولأنهم يتفهمون الأسباب الكامنة وراء العنف الذي يطاولهم، غالباً ما يحاولون التحايل عليها للعودة إلى مؤسساتهم مع الصورة “المنشودة”. يقول أحد المصورين: “نفهم أن ترفض والدة تصوير جثة ابنها، أو أن يرفض “حزب الله” تصوير محيط مراكزه. لكننا لا نفهم لماذا يتدخّل الجميع في تقييد عملنا وتحديد إطاره. لا نفهم لماذا نضطر إلى تقديم أوراقنا الثبوتية إلى أيّ كان، حتى في ظل وجود الجيش اللبناني وقوى الأمن”. الأمثلة كثيرة في هذا الإطار، وهي وإن عدّدها لنا المصوّرون، لن نذكرها كي لا تثير الحساسيات الطائفية (من كل الأطراف). اقترح أحد المصوّرين حلاً لهذه المسألة: “أن نعلن إضراباً عن العمل ليوم واحد، تخرج فيه التلفزيونات والصحف من دون صور. وعندها سنرى إن كانت مهنتنا مفيدة للجميع أو لا”. إلا أن هذا المقترح لا يبدو قابلاً للتنفيذ، في ظل غياب دعم المؤسسات الإعلامية لموظفيها. “بكل بساطة قد تعمد مؤسساتنا إلى توظيف آخرين عوضاً منا... وما همّ إذا كان الوافدون الجدد... أقلّ خبرة منا!” يقول مصوّر.
في هذه الحال، أمكن الاكتفاء ببيان استنكار أصدرته نقابة المصوّرين، أول من أمس، جاء فيــــــــــه: “سبق أن ناشدت نقابة “المصورين الصحافيين” جميع الأطراف السياسية والمواطنين احترام المصور الصحافي، وعدم اعتـــــــباره طرفاً في أي صراع. فالمصور لا يعكس وجهة نظر أي مؤسسة يعمل فيها، إنــــــــما يقوم فقط بنقل الحقيقة ويؤدي واجبه المهني. إلا أننا فوجئنا اليوم (أول من أمس)، وبأسف بالغ، بتعرض عدد من الزملاء المصورين للضرب والإهانة وتحطيم معداتهم القيّمة وفقدانها”.
وناشدت النقابة جميع المواطنين والأطراف السياسية “تحييد المصور الصحافي عن أي حوادث شغب، ومراعاة مهمته في هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد. إذ يجب أن تتضافر كل الجهود، من أجل نبذ الفتن، وتوحيد الكلمة والصف”. وطالبت جميع الجهات بـ“التعاون وتوفير الحماية للمصورين، حفاظاً على حرية هذه المهنة وقدسيتها”، متمنية على الجميع “العمل لإعادة معدات التصوير التي فقدت الى أصحابها”.