رأساً على عقب”، كما تحدد الدعوة الى الافتتاح هذا المساء في “زيكو هاوس”، هو “معرض/ عمارة” يقام بمبادرة من جمعيّة “أمم للتوثيق والأبحاث”. والجمعية المذكورة التي يديرها الثنائي مونيكا بورغمان ولقمان سليم، تعنى بالعمل على ذاكرة الحرب اللبنانية (بشتّى وثائقها وموادها)، وأرشفتها ودراستها. كما تتولّى تنظيم مختلف النشاطات الثقافية التي تدور في فلك الحروب الأهليّة. وكان مخطّطاً لمعرض جان مارك نحّاس أن يقام في الـ“هنغار”، حيث مركز الجمعية، والفضاء الذي يحتضن نشاطاتها. لكن الطائرات الإسرائيلية شاءت غير ذلك، إذ أصيبت مكاتب “أمم” و“الهنغار” في الغبيري بأضرار خلال الغارات على الضاحية الجنوبية، خلال شهر تمّوز (يوليو) 2006.
هكذا أجهض موعد جان مارك نحاس مع الضاحية الجنوبية، وانتقل معرضه إلى شارع سبيرز حيث يستمر حتى 16 الجاري. ويوضح الفنان أنه كان متشوقاً للعرض في الغبيري، معتبراً أنها كانت لتكون عودة رمزيّة الى ذلك الحيّ الذي احتضن طفولته البعيدة، في محلة برج البراجنة، حيث كانت صيدلية أهله. ولعل هذا الانتقال القسري إلى مكان ليس ببعيد عن شارع الحمراء، حيث أقام جان مارك بعض معارضه التقليدية، يشكّل خيبة إضافية للفنان المسكون بهاجس الحرب، والباحث عن الزمن المفقود.