يبدو أن معركة تحرير الإعلام من قيود الرقابة، وإزالة الحواجز التي تفرضها معظم الأنظمة السياسية على الصحف العربية، ستبدأ من الأردن. وفي حين كان المجتمعون في مؤتمر “الصحافة تحت الحصار” الذي يعقده “اتحاد الصحف العالمي” في بيروت يناقشون أمس الوصاية التي تفرضها بعض الأنظمة العربيّة على معظم وسائل الإعلام في العالم العربي، قرر رؤساء تحرير أربع صحف أردنية مقاطعة جلسات مجلس النواب الأردني، احتجاجاً على قيام نواب بالاعتداء على صحافيين بعد تصويرهم “اشتباكاً بالأيدي وقع بين عضوين من البرلمان” أثناء انعقاد جلسة داخل المجلس.وأوضح البيان الذي وزعته هذه الصحف، أن رؤساء تحرير “الرأي” و“الدستور” و“العرب اليوم” و“الغد” عقدوا اجتماعاً “لبحث اعتداء النواب السافر على زملاء صحافيين، وهم يؤدون واجبهم في تغطية جلسة لمجلس النواب”. ودان رؤساء التحرير “التصرف غير المبرر لأعضاء في مجلس النواب، يفترض بأن يكونوا حماة للديموقراطية، وأن يصونوا حق الصحافة الدستوري في تغطية الشأن العام”.
واستغرب رؤساء التحرير “قرار رئاسة مجلس النواب مصادرة كاميرات الصحافيين، بعد أن وجّه النواب الشتائم للزملاء المصورين، وقاموا بضربهم وتخريب كاميراتهم بعد أن عمد بعضهم إلى تصوير اشتباك بالأيدي بين عضوين في المجلس”.
وأكد رؤساء التحرير أن “الاعتداء على الصحافيين يمثّل اعتداءً على حق الصحافة الدستوري في متابعة الشأن العام، وعلى حرية التعبير التي يفترض بمجلس النواب أن يكون من أكثر الداعمين لها، ومن العاملين على مساندتها”.
وذكرت وكالة “أ ف ب” أن رؤساء تحرير هذه الصحف قرروا في نهاية الاجتماع “مقاطعة جميع جلسات مجلس النواب وعدم تغطية أي نشاط لأعضائه إلى أن يصدر المجلس بياناً رسمياً يعتذر فيه عن الاعتداء ويدين هذا التصرف”. كما طالب هؤلاء بإعادة جميع الكاميرات التي صادرها المجلس النيابي “بطرق غير قانونية” إلى أصحابها، وتصليح ما تعرّض منها للتلف والضرر، والالتزام بتأمين الظروف المناسبة لمندوبي الصحف في المجلس للعمل بحرية ومن دون عقبات”.