عبد الغني طليس
غاب صوتها عدداً من السنوات، ثم عاد مع تمهيد جيد في “دويتو” مع عاصي الحلاني، قبل أن تصدر ألبوماً كاملاً وكليباً جديداً لإحدى أبرز أغاني اسطوانتها “قوم يا حبيبي”. إنها كارول صقر صاحبة الصوت الذي احترف الأغنية الغربية أولاً ثم فاجأت جمهورها والمستمعين بمستوى أدائها للغناء الشرقي... حتى ‘نّ بعضهم لم يصدّق أن هذه الشحنة من الشجن موجودة في صوت ظلّ لفترة طويلة في مكان غنائي آخر، قد يكون نقيضاً لـ “الشرقي”، فإذا بالأنغام والمقامات والأجواء الغنائية العربية تسكنه في الصميم. إطلالتها الغنائية الأولى قبل سنتين مع عاصي الحلاني كانت مقدّمة أبرزت من خلالها صقر قدراتها الصوتية، خصوصاً أن وقوفها إلى جانب نجم مشهود له بالإجادة، أسعفها في لفت الانتباه اليها. توكأت على صوت عاصي وعلى حضوره لتعرّف عن نفسها مجدداً، لكن من دون أن تكون دخيلة أو متطفلة أو مفروضة في معنى من المعاني. هي أصلاً تلقّت اقتراح الحلاني كي تشارك في الأغنية، ولم تقترح الأمر. ويكاد هذا “الدويتو” يكون وحيداً بين كل الثنائيات الغنائية الأخيرة التي سمعناها وشاهدناها، ولم يمنّن أحد فيها زميله بأنه ساعده أو أعطاه الفرصة. كان انسجام تام بين صوتيهما وشخصيتهما، ونالت الأغنية نصيباً من النجاح... ثم سارعت كارول إلى الإعداد الجدّي لإصدار ألبوم خاص، تمكنت فيه من كشف مكنونات حنجرتها باحتراف بهيّ.
الأغنية الأكثر شهرة حتى الآن في الألبوم هي “قوم يا حبيبي” لأنها دعمت إعلامياً وصورت على طريقة الفيديو كليب الذي حمل توقيع طوني قهوجي. أضف إلى ذلك أن ملحم بركات هو من لحّن الأغنية، ثم شارك في الكليب الخاص بها. وعلى رغم أن “قوم يا حبيبي” أغنية خفيفة لطيفة مبنية على جملة لحنية إيقاعية التركيب، سعى بركات في بعض جملها الى إظهار قدرة كارول على التطريب، وقد فعلت ذلك بجدارة خصوصاً في المزج بين التطريب والإيقاعية من ناحية، والعمق الادائي وخفّة المزاج البركاتي من ناحية ثانية. وهي صفة معروفة في الألحان التي يصوغها لصوته أو للآخرين. على أن حضور ملحم في كليب الأغنية كان أخفّ بكثير من خفة لحن الأغنية... أراد ظهوره كاريكاتورياً ساخراً فكاهياً، لكنه انزلق إلى المجانية في أكثر من مشهد: حضور كأنه تحول إلى “سعدنات” في جلسة سمر، لا في أغنية مصورة لا تعكس كلماتها ولا يشي لحنها ولا يشير أداؤها إلى أي حركة أداها في الكليب. ويجدر ألا ننسى أن ملحم شارك أيضاً في أداء الاغنية، ولكن فقط عبر لازمة موسيقية دندنها بصوته وهي “بارم... بارم... بارم” تتردّد مع كل إعادة لمطلع الأغنية. وما مشاركته في الأداء والكليب سوى دليل على أنه “يدعم” كارول فنيّاً ويرعى خطوتها الأولى في الغناء الشرقي... إنه ملحم بركات الذي لم يصوّر حتى اليوم أي كليب الا في ما ندر!