يتبع في صالات السينما”... هذه هي الجملة التي أنهت الحلقات الثلاثين من “غنّوجة بيا”... انتهى المسلسل إذاً، ولم يعرف المشاهد إن كانت رنا بركات (رينا برصونا) ستوافق على الزواج من طارق فياض (بيتر سمعان). كان يمكن النهاية أن تكون ما كانت عليه: عرض زواج معلّق في الهواء، تخضع إجابته لمزاج المشاهد. غير أن الإعلان عن تتمة في صالات السينما، جاء ليعد المشاهدين بتقديم إجابة عن السؤال... هم إذاً مجبرون على المتابعة. وتوقعاتهم الخاضعة لمزاجهم قد تكون خاطئة. وحده المؤلف يعرف النهاية “الحقيقية”. لا يمكن وصف الأسلوب الذي اعتمده القيّمون على المسلسل إلا بالاستدراجي (الابتزازي) للترويج للفيلم. صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحويل مسلسل تلفزيوني لبناني ناجح إلى فيلم سينمائي، لكن الجديد هو الطريقة التي دعي فيها المشاهدون إلى متابعة الفيلم. تماماً كما لو كانوا يقولون لهم: تابع في الحلقة المقبلة... ولكن على الشاشة الذهبية.
وإن جملة “يتبع في صالات السينما” نسفت فكرة جميلة قدّمتها الكاتبة منى طايع التي عرضت بأسلوب كوميدي مميّز مختلف الطبقات الاجتماعية في لبنان، وساوت الفقير بالغني. رأينا الخادمة (صباح) في موقع الندّ مع صاحبة العمل (رنا بركات). شاهدنا (في مشهد نادر) شاباً لبنانياً جميلاً يقود سيارة مهترئة، مرتبكاً في الإعلان عن حبه لصديقته (نادين)... لم يجد أي فرد في أي بيت لبناني نفسه بعيداً من شخصيات المسلسل التي تشبهه.
ولكن فجأة، قرّر القيّمون على العمل أن يعطوا حقّ معرفة نهاية المسلسل لفئة معينة من اللبنانيين: أولئك الذين يقصدون السينما، أي إن أبناء القرى النائية مثلاً، الذين انتظروا طويلاً النهاية، وشاهدوا كل الإعلانات التي تخللت حلقات المسلسل، لن يستطيعوا معرفة من سيتزوج الشاب الثري؟ ومن ستتزوج الخادمة؟
تجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن إنتاج سينمائي جديد خبر مفرح بالضرورة، اللهم إذا كان قادراً بالفعل على تحريك عجلة هذا الإنتاج، وليس مجرد تجارة رابحة تستنسخ بضاعة أعجبت المستهلك... فنعاقبه بحرمانه من النهاية!؟
مهى...