دمشق – (الأخبار)ليس “فرخ البط (دائماً) عوّام”، لكن للضرورة أحكاماً. مع انطلاق الفورة الدرامية السورية في مطلع التسعينيات، وجدت الشاشة الصغيرة نفسها أسيرة الوجوه ذاتها، تلك الـتي واكبت حقبة الأبيض والأسود. ولم يعـــــــد مقبولاً أن تظهر ممـــــــــثلة ثلاثيـــــــنية بدور تلميذة الثانوية التي تربط جدائلها على شكل ذيل حصان. لذا، لجأ المخرجون أولاً إلى خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لرفد أعمالهم بوجوه أكاديمية. لكــــــــن قلّة من هؤلاء نجحت في الاختبار، فكان أن رشّح بعض الفنانين المخضرمين أبناءهم لخوض مغامرة الفن الصعبة، خصــــــــوصاً أن التلفزيون يدرّ ذهباً. هكذا هجرت ليلى جبر كلية الحقوق ووقفت أمام الكاميرا، محاطة برعاية والدها محمود جبر، أحد أهم المسرحيين السوريين، ورعاية خالتها منى واصف، ثم لحقت بها شـقــــــيـــــــقتها مرح جــــــبــــــر. فانـــــــهالت علـيها أدوار البطــــــولة، قبل أن يــــــخفت بريقها في الســـنوات الأخيرة أمام زحام الأسماء الأخرى.
سليم صبري وثناء دبسي اكتشفا مواهب ابنتهما يارا صبري، وهي أثبتت بالفعل جدارة في تطوير أدواتها، وقدمت أدواراً لافتة. مها المصري من جهتها لم تقف في وجه رغبات ابنتها ديما بياعة، التي ظهرت بأدوار الفتاة المراهقة.
أمل عرفة، ابنة الملحن المعــــروف سهيل عرفة، بدأت مغنية، ثم انتسبت إلى قسم التمثيل في المـعهد العالي للفنون المـــــسرحية. وحين شاهدها المخرج هيثم حقي على المسرح رشحها على الفور لبطولة سهرة تلفزيونية، وسرعان ما احتلت الصفوف الأولى. بعد سنوات، صار المعهد العالي للفنون المسرحية مكاناً مفضلاً للدراسة الاكاديمية بالنسبة الى أبناء الفنانين، فلم تعد الموهبة وحدها الطريق إلى الشاشة. كما أن علامات البكالوريا لا تخول بعضهم الدخول في كليات مرموقة، فكان أن التحق باسم ياخور، ابن الإعلامي المعروف ابراهيم ياخور، في صفوف المعهد. ولحق به قيس الشيخ نجيب، ابن المخرج محمد الشيخ نجيب، والتحقت إيناس حقي ابنة هيثم حقي بمعهد الباليه، قبل أن تتحول إلى الإخراج. وبرز الليث حجو مخرجاً تلفزيونياً، وهو ابن الممثل المخضرم عمر حجو. كذلك رشا شربتجي، ابنة المخرج هشام شربتجي. أما سيف سبيعي ابن الممثل رفيق سبيعي، فقد هجر التمثيل وتحوّل إلى الاخراج. وظهر عمار سبيعي في أدوار صغيرة، في أوقات فراغه، حيث يعمل مزّيناً نسائياً.
حين تسلّم ايمن زيدان ادارة شركة انتاج كبرى، منح شقيقيه شادي ووائل فرصاً أكبر منهما وبأدوار أساسية، خصوصاً أن أحدهما كان بائعاً في محل عصير. كما استطاع سعد مينه، ابن الكاتب حنا مينه، استقطاب الأضواء والمشاركة في العديد من المسلسلات والأفلام التلفزيونية.
توريث الفن، في هذه الحال، ليس ناجحاً على الدوام. لكن بريق الشهرة وفشل بعضهم في مهن أخرى وإغراء المال، أسباب أساسية في اتجاه أبناء الفنانين إلى المناخ الفني.