محمد محمود
قد يكون حكيم الشخص الوحيد الذي يرفض الاعتراف بأنّ وجهاً جديداً يسحب البساط من تحت أقدامه، بعد أكثر من 10 سنوات على تربّعه منفرداً على عرش الغناء الشعبي في مصر. عدا حكيم، بات هناك اقتناع تام في الوسط الفني بأن الانطلاقة السريعة للمغني الشاب سعد الصغير ــ بعد سنوات من الغناء في الأفراح وملاهي شارع الهرم ــ قد أثّرت سلباً في نجومية حكيم وأرقام مبيعات ألبوماته الأخيرةلكن المطرب الشعبي، على ما يبدو، وجد الحلّ. ها هو يعلن أخيراً عن إطلاق كليب جديد مع مغنّ لاتيني يدعى “دون عمر”، سيصوّر بين القاهرة ومدينة ميامي. وعلى الرغم من أن أغاني حكيم التي قدمها مع مطربين أجانب لم تحقق الانتشار الكافي على عكس أغانيه الخاصة مثل “خطوة ونص” و“ولا واحد ولا مية” و “إفرض”، إلا أنه ينتظر من الدويتو أن يعيد إليه شيئاً من بريق الأيام الخوالي.
هذه المرة أيضاً كان سعد الصغير حاضراً في مشروع حكيم، إذ أعلن هو الآخر عن قيامه قريباً بجولة أميركية، سيحيي خلالها عدداً من الحفلات للجاليات العربية التي سمعت عن نجاح أغنيته الأخيرة “العنب... العنب”.
وعلى رغم أن الصحافة لا تصنّف سعد مطرباً، فقد بدأت الأزمة تقضّ مضجع حكيم. وهو ما يفسّر العصبية التي بدت واضحة في إطلالاته التلفزيونية الأخيرة، وتهجمه على أي صحافي يسأله عن الصغير وأغنياته. أما سعد، فقد عرف كيف تؤكل الكتف. إذ حرص منذ إطلاق فيلمه الجديد “عليا الطرب بالتلاتة” في فترة العيد، أن يمدح حكيم، رافضاً الحديث عن أي حرب باردة بين الطرفين.
وذهب سعد بعيداً عندما أعلن قبل أيام أنه ليس مطرباً بل هو مغن، يعتمد بالأساس على أسلوب غنائي خاص، وكلمات بسيطة يسهل حفظها، وطريقة رقص جذبت إليه جمهور السينما والتلفزيون.
يذكر أن حكيم تعرّض في البدايات إلى حملة انتقادات واسعة، بعد أن اكتشفه الملحن حميد الشاعري وقدمه إلى الجمهور. وقد حقق شهرة كبيرة، وصلت إلى تقديم أغنيات مشتركة مع المغنية اليونانية أولغا والأميركي جايمس براون. وحققت الحفلات التي أحياها في باريس ولندن نجاحاً كبيراً، وسجل مبيعات قياسية في سوق الكاسيت. أما تراجع أسهمه في الفترة الأخيرة، فيعود أولاً إلى سوء اختياراته الغنائية، ثم الفشل الذريع الذي مني به فيلمه “علي سبايسي”. أضف إلى ذلك الفضيحة التي تصدّرت الصحف المصرية العام الماضي، وتحدثت عن تعدّيه على زوجته.
وفيما يستعد حكيم لتقديم دويتو جديد، تبقى فرصة الانتشار أمام الصغير أقوى. إذ استطاع من خلال أغنية “العنب العنب” أن ينعش سوق الكاسيت المصري في فترة العيد، ويتفوق على المطربة وردة وفضل شاكر اللذين أصدرا أعمالهما تزامناً مع إطلاق “العنب العنب”.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الجمهور لم يعجب بأداء الصغير فحسب، بل برقصه أيضاً، وهو ما دفع أحد النقاد إلى القول: “بعد فيلم “عليا الطرب بالتلاتة”، لن ينافس سعد المطربين فحسب، بل الراقصة دينا أيضاً”.