فاطمة داوود
من يتابع أخبار سلطان الطرب جورج وسوف يعرف أن علاقته بالكاميرا والشاشة ليست مستقرة. إطلالاته الإعلامية نادرة، كذلك أغنياته المصورة التي لم يقدم منها سوى القليل. هذا ما يفسر مثلاً الهجوم الإعلامي الذي يشنّه الصحافيون في كل مرة يطلّ فيها على الشاشة أو يصوّر أغنية جديدة. أخيراً، صوّر جورج وسوف أغنية “يا حبيبي” من ألبومه الأخير “هي الأيام”. وهو، بعدما أصدر جديده قبيل أيام من بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، آثر الابتعاد عن الساحة الفنية لأكثر من ثلاثة أشهر، واعتذر في هذه الفترة عن إقامة الحفلات.
أما اليوم، بعدما بدأت بيروت تستعيد عافيتها، قرر وسوف أن يستعيد نشاطه. واختار أن يصور بعض أغنيات ألبومه على طريقة الفيديو كليب، موكلاً المهمة إلى المخرج وليد ناصيف في أول تعاون بينهماثلاثة لقاءات متتالية كانت كافية لبلورة فكرة الفيديو كليب الخاص بأغنية “يا حبيبي”.
وفي حديث إلى “الاخبار” أكد المخرج ناصيف أنه لم يندفع بحماسة عفوية إلى تصوير الأغنية، بل حاول بداية أن يقدم سيناريو يناسب شكل وسوف ونجوميته، وعلاقته الشائكة مع الكاميرا.
لم يكترث ناصيف لتجارب المطرب السوري مع المخرجين طوني قهوجي وطوني أبو الياس في فيديو كليبات سابقة لأن هدفه منذ الأساس كان مبنياً على دراسة تاريخه الفني، و“هذا بحدّ ذاته كاف حتى أقدم له صورة جديدة”.
انطلق ناصيف في الكليب من فكرة أساسية هي علاقة وسوف الحميمة بقريته كفرون التي يعتكف فيها في كل مرة يحضّر لمشروع غنائي جديد، أو يبتعد عن الأضواء. لذا، جاء التصوير في قلعة دير الحصن القريبة من كفرون، وفي مغارة طبيعية في منطقة مشتى الحلو المجاورة لقريته أيضاً.
هكذا حوّل المخرج المغارة الموحشة إلى غرفة رومانسية، وضعت فيها ألفا شمعة، وتوسّطها كرسي أحمر اللون...
قد يبدو الخبر عادياً، كذلك الفيديو كليب، لكن إطلالة جورج وسوف في كليب جديد، والخطة التي وضعتها “روتانا” لتسويق الكليب، تؤكدان مرة أخرى سطوة الصورة على كل ما يتعلّق بالموسيقى، حتى لو كان الفنان هو جورج وسوف!