لطالما ارتبطت أميمة الخليل في ذهننا بصورة تلك الفنانة الملتزمة، التي وقفت على مسارح عربية وعالمية مع مارسيل خليفة لتغني الأوطان المستلبة. هكذا بدت أميمة في الحفلة التي أحيتها في ختام “المؤتمر العالمي للصحافة المستقلة” الذي أقيم في اسطنبول هذا العام. إذ غنّت عدداً من أغنياتها التي أهدتها الى الشعبين اللبناني والفلسطيني. وأكدت في الكلمة التي ألقتها أمام جمهور الحفلة، أنها أتت إلى اسطنبول من أجل التأكيد أن أهداف الفنان الملتزم تتشابه مع أهداف الصحافة الحرة.
وقالت: “نحن جميعاً محاصرون بين عارضات أزياء يمتهنّ الغناء والتمثيل من جهة، وبين أخبار وصور الحروب الدائرة على هذا الكوكب التعيس المحكوم من مجانين من جهة أخرى”.
كانت الأمسية التي أحيتها أميمة مناسبة لتعرّف الجمهور التركي والأوروبي والأميركي الى فنّ عربي مختلف. وضمّت الحفلة أعمالاً من أرشيفها الفني الموزّع على مرحلتين، أولاهما تلك التي شهدت انطلاقتها مع مارسيل خليفة، والثانية مع الموسيقي هاني سبليني. حاولت أميمة أخيراً أن تطلّ بعيداً من “قديمها” مع خليفة، فقدمت ألبومين حملا اسمها، سكنهما هاجس التجديد، وتنوعت فيهما الموسيقى بين الطرب الراقص، والألحان الحائرة بين الشرقي والبلوز والجاز.
ومع أن “أميمة” و“يا أميمة” المهمومين بالتجديد في الدرجة الأولى، لم يستطيعا إبعادها كثيراً عن “قديمها” مع مارسيل خليفة، فإنها، في المقابل، استطاعت أن تقدّم أغاني حيوية قادرة على المنافسة بين عواصف الفيديو كليب، علاوة على أنها تنطوي على تحفيز يثير الرقص، وهو ما يضمن سبيلاً جيداً إلى النجاح الجماهيري. أضف إلى ذلك أنها صاحبة صوت قوي ومتمكن، يعبّر بصدق وعفوية عن صور شعرية بسيطة ومؤثرة في آن.
وأدّت أميمة ألحان أغانيها ببراعة وخفة ظل، خصوصاً أنها تعاونت مع موسيقيين عرفوا كيف يظهرون صوتها القدير ويبعدونها إلى حدّ ما عن نطاق حوصرت فيه بين ألحان خليفة. وختمت حفلتها بأغنية مشتركة أدّتها مع الفنانة التركية سما.
واستضاف المؤتمر مشاركين من دول أوروبية وأميركية عدّة. أمّا الوفد العربي الوحيد، وهو فلسطيني، فلم يستطع الحضور بسبب إغلاق المعابر من فلسطين المحتلة.
(الأخبار)