في 25 تموز (يوليو) 2005 أطلّ رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع على اللبنانيين للمرة الأولى من السجن، عبر رسالة حبّ أخيرة وجهها إلى زوجته ستريدا من خلف القضبان. رسم جعجع في أسفل الرسالة قلوباً وختمها بجملة “the end”، معلناً نهاية فصل استمر 11 عاماً وبداية حياة جديدة تطلقه إلى الحرية في اليوم التالي. قدمت تلك الإطلالة وجهاً غير سياسي لجعجع الذي منعت سنوات سجنه اللبنانيين من رسم صورة له. لكنها إطلالة بقيت يتيمة. إذ طغت السياسة على كل شيء ولم يستطع جعجع بعد أكثر من عام على خروجه من السجن بناء الصورة الإعلامية الإنسانية التي يريدها.
لذلك يتخذ الفيلم الوثائقي الذي أعدته “العربية” عن تجربته في السجن “حكيم في زنزانة” أهمية خاصة في عملية بناء الشخصية الإعلامية لجعجع الذي يبدو، من خلال الإعلان الترويجي، أنه خضع لكل متطلبات الكاميرا بما فيها التمثيل، مستعيداً لحظات اعتقاله واستجوابه.
يروي الفيلم قصة اعتقال جعجع وتجربته خلال الفترة التي أمضاها في السجن ورحلته مع المخابرات اللبنانية والقوى الأمنية السورية قبل فترة سجنه وأثناءها.
استغرق العمل على الشريط عاماً كاملاً من الدراسة والتنفيذ، وهو “يقدم تجربة إنسانية في السجن تعكس جزءاً من أحوال المعتقلين السياسيين في العالم العربي” كما تفيد “العربية”. يعرض الجزء الأول من “حكيم في زنزانة” عند العاشرة من هذا المساء على أن تعرض الأجزاء الخمسة تباعاً، مساء كل خميس وفي التوقيت نفسه.