القاهرة ــ محمد محمود
يواجه مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» تحدّياً هذا العام، يكمن في الخروج من عنق الزجاجة واستعادة بريقه. المشاكل التي ورثها الفنان عزت أبو عوف الرئيس الجديد للمهرجان عديدة: من الميـزانية الضئيلة إلى توقيته الذي يتزامن مع مهرجانات أخرى، مـا يحول دون مشاركة أفلام على مستوى عال في مسابقته الرسمية وغياب النجوم المصريين عن فاعلياته.
الا أنّ هذه المشكلات التي ورثها عزت أبو عوف لم تخلُ من الوعود بالدعم ايضاً، دعم افتقده سلفه الناقد شريف الشوباشيإذ إنّ الدورة الثلاثين التي تبدأ في 28 الحالي، تتمتّع برعاية الملياردير نجيب ساويرس الذي رعى دورات سابقة عندما كان حسين فهمي رئيساً للمهرجان. كما انّ هناك دعماً مباشراً من وزير الثقافة فاروق حسني الذي غاب عن حفلة الختام في الدورة الماضية. ويبدو أنّ عزت أبو عوف يتفاهم جيداً مع سهير عبد القادر أمين عام المهرجان، الذي يقال إنّ خلافه مع شريف الشوباشي أدى الى استقالة الأخير من منصب رئيس المهرجان.
وما زال أبو عوف، قبل أيام من انطلاق المهرجان، يحافظ على هدوئه ويلتزم «الطريقة الأميركية» في التصريحات الرسمية. لا يعلن إلا ما هو مؤكد في المهرجان مثل حضور الأميركي داني غلوفر والإنكليزية جاكلين بيسيه من بين الضيوف الأجانب. وقال إنّ أزمة مشاركة أفلام مهمة في المسابقة الرسمية يُبحث له عن حلول في الدورات المقبلة. لكنه استدرك: «أفلام المسابقة هذا العام تتمتع بمستوى جيد».
الأكيد في المهرجان أن أميركا اللاتينية ستحلّ ضيفة شرف لتفتتح الدورة بفيلم من دون تحديده حتى الآن. كما ستُعرض 17 فيلماً من سبع دول وفيلمان مكسيكيان مقتبسان من روايتين لنجيب محفوظ هما: «بداية ونهاية» إخراج اتورو يبيستين و «زقاق المعجزات» إخراج خورخيه فونس.
يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان أكد أنّ الدورة الثلاثين ستشهد العديد من الأقسام لإثراء المهرجان، مثل مسابقة أفلام الديجيتال، وتوسيع المسابقة العربية وبانوراما للسينما المصرية الحديثة.
إلا أنّ المشاركة العربية في المسابقة الرسمية جاءت معدومة هذا العام. يقول رزق الله إن المشاركة اقتصرت على ثلاثة أفلام مصرية («قص ولزق») لهالة خليل، («استغماية») لعماد البهات و(«مفيش غير كدة») لخالد الحجر، بعدما قرر «مهرجان قرطاج السينمائي» عرض فيلم «عرس الذئب» للمخرج التونسي جيلاني سعدي، ما حتّم سحبه من مهرجان القاهرة الذي لا يقبل في مسابقته الرسمية أي فيلم شارك في مهرجان آخر.
لكن رزق الله أعلن توسيع المشاركة العربية من خلال استحداث مسابقة جديدة لأفضل فيلم عربي. ويتنافس على الجائزة التي تبلغ 18 ألف دولار أميركي ثمانية أفلام هي «التلفزة جاية»، «بين الوديان» (تونس)، «حنين» (الإمارات) «أشواك القلب» (المغرب)، و «فلافل» (لبنان) و «بركات» (الجزائر) و «ألبوم» وهو أول فيلم عماني، و «كيف الحال» وهو أول فيلم سعودي. كما يضم المهرجان بانوراما السينما اللبنانية حيث سيُعرض «البوسطة» و «يوم مثالي» و «زنار النار» كما تعرض في أقسام المهرجان حوالي 130 فيلماً.
وتعدّ مشاركة ثلاثة أفلام مصرية دفعةً واحدة في المسابقة الرسمية ظاهرة. يقول رزق الله: «اختفت أزمة مشاركة مصر هذا العام، فقد ارتفع مستوى الانتاج، وأصبح هناك منتجون لا يخشون المشاركة»، مشيراً إلى أن سوق المهرجان عاد بعد غياب عامين مع مشاركة 17 جهة إنتاجية، مصرية، عربية وأجنبية.
وبعد خروج «عرس الذئب»، تتنافس 18 فيلماً على جوائز الدورة من الأرجنتين والبرازيل وكندا وفرنسا والمجر والهند وإيران والصين والمكسيك وغيرها. ويرأس لجنة التحكيم الدولية المخرج الأرجنتيني لويس بوينزو، ومن بين أعضائها المخرج اللبناني الأصل أسد فولادكار والموسيقي اليوناني جورج موستاكي.
وعن تكريم الممثلة يسرا، رغم أنها عضو اللجنة العليا للمهرجان، قال يوسف شريف رزق الله: «اخترنا يسرا قبل أن يضمها وزير الثقافة إلى اللجنة العليا. يسرا اسم كبير، ولا يمكن أن يكون تكريمها مجاملة، وهو ما ينطبق أيضاً على باقي المكرمين، أي محمود عبد العزيز وعمر خيرت ومدير التصوير سعيد شيمي».
وأكد رزق الله أن المهرجان لن يكرم فنانين راحلين كما في دوراته السابقة، لكن الاستثناء الوحيد هو احتفاء المهرجان بنجيب محفوظ من خلال عرض فيلم عنه بعنوان «ترنيمة حب» وتقديم فيلمين عن رواياته هما: «السمان والخريف» و «ثرثرة فوق النيل». كما سيعرض فيلم «المومياء» لشادي عبد السلام في ذكرى مرور 20 عاماً على وفاته.