القاهرة – محمد محمود
المشاكل تلاحق مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون: انسحاب الوفد السوري اعتراضاً على مي شدياق، غياب ملحوظ للفنانين، إلغاء الفقرات الفنية... فهل تنقذ “الحركة التصحيحية” التي أعلنها وزير الثقافة المصري ما بقي من المهرجان؟

تحديات كثيرة تواجهها الدورة الـ12 لمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون التي انطلقت فعاليتها أول من أمس، وتستمر حتى الخميس المقبل. وكان المهرجان الذي يشهد منافسة حامية بين برامج الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، إتُهم مراراً بالانحياز الى الدراما المصرية.
ووصلت الخلافات إلى حدّ تهديد الوفد السوري بالانسحاب من فعاليات الدورة الماضية، وإعلان الإذاعيين المغاربة مقاطعة الدورة الحالية بسبب ما سمّوه بـ “لوبي المجاملات” الذي يتحكم بالمهرجان، قبل أن يتراجعوا قبل أيام عن قرارهمهناك أيضاً الظروف الأمنية التي أدت إلى تأجيل حفلة توزيع جوائز الدورة الأخيرة بسبب الأحداث الارهابية التي عاشتها المنطقة، قبل أن تقرر إدارة المهرجان توزيع الجوائز على الجهات الإنتاجية كل على حدة.
لكن المشاكل التي يعانيها المهرجان لم تأت فقط من الوفود العربية المشاركة، بل من العاملين فيه أيضاً. إذ شهد خلافات حادة بين القيمين عليه، بسبب توزيع الأدوار على اللجان المسؤولة عن تنظيمه. أضف إلى ذلك حالة التشتت التي يعيشها المسؤولون عن توزيع الجوائز بسبب كثرة الفئات والتصنيفات التي تشارك على أساسها الأعمال التلفزيونية والإذاعية.
وفيما تقسم الاعمال الدرامية إلى اجتماعية وتاريخية وعلمية ودينية وكوميدية، تقسم البرامج الإذاعية والتلفزيونية إلى تصنيفات مشابهة، حتى وصل عدد الجوائز في السنوات الأخيرة إلى اكثر من 150. هكذا تحول المهرجان إلى ما يشبه دورات الألعاب الأولمبية، يلهث المشاركون فيه وراء جوائز الذهب والفضة والبرونز، وتعلو الأصوات المعارضة حينما تحصد مصر الجوائز الذهبية. علماً بأن إدارة المهرجان تحرص على توزيع الجوائز على كل الدول المشاركة. لذا، جرت العادة أن تبدأ لجان التحكيم عملها قبل حفلة الافتتاح بأسبوع كامل بسبب كثرة المواد المشاركة.
ويشاهد أعضاء لجنة التحكيم ثلاث حلقات من كل مسلسل، وحلقات خاصة من البرامج الحوارية والسياسية والفنية.
كل هذه المشاكل دفعت وزير الإعلام المصري أنس الفقي إلى وضع خطة تغيير جذرية، تفضي إلى “تبرئة” المهرجان من تهمة الانحياز. فأصدر قراراً بتقليص عدد الجوائز من 150 جائزة بين ذهبية وفضية وبرونزية إلى 6 جوائز ذهبية و6 جوائز فضية في الأعمال الإذاعية، إضافة إلى 14 جائزة ذهبية و14 جائزة فضية للأعمال التلفزيونية، هذا فضلاً عن تخصيص 18 جائزة للمبدعين العرب لإنتاجهم المتميز.
كما قرر أن تضم كل لجنة تحكيم ثمانية أعضاء، نصفهم مصريون والباقون من الدول الأخرى. وجرى تقليص عدد اللجان إلى 22 فقط. كما اعلن عن تخصيص جائزة سنوية للدراما العربية تحمل اسم نجيب محفوظ، وتمنح لأحد الاعمال المتميزة. وتبلغ قيمة الجائزة ربع مليون جنيه مصري (40 ألف دولار تقريباً).
قد يساعد هذا التغيير في تنظيم حركة توزيع الجوائز. إذ تراجع عدد الأعمال المشاركة هذا العام إلى 500 تقريباً، أي نحو نصف البرامج التي شاركت العام الماضي.
والحركة التصحيحية التي أعلنها وزير الإعلام، شملت أيضاً تكريم عدد من الإعلاميين العرب. ودعت رئيسة المهرجان سميحة أيوب مراسلي القنوات اللبنانية الذين أسهموا في تغطية الحرب الإسرائيلية الاخيرة على لبنان، كما كرّمت مي شدياق، واختير لبنان ضيف شرف الدورة الحالية.
وكُرم فنانون مصريون منهم كمال الشناوي الذي حضر على كرسي متحرك، وعمر الحريري، وحسين الشربيني ومديحة يسري وشويكار، هذا فضلاً عن الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وهدى سلطان، وسناء يونس وأبو بكر عزت.
الا أن سوء الطالع بدأ يلاحق الدورة الجديدة من المهرجان منذ ليلة الافتتاح. إذ غادر الوفد السوري حفلة الافتتاح بعدما صعدت مي شدياق إلى الخشبة وتسلمت شهادة التكريم. الا أن المسؤولين في إدارة المهرجان نفوا انسحاب السوريين اعتراضاً على تكريم شدياق المعلن عنه سلفاً، اعتراضاً على إلقائها كلمة بعد تسلّم شهادة التكريم.
كما شهدت حفلة الافتتاح إقبالاً محدوداً للنجوم المصريين والعرب، على رغم توجيه الدعوات إلى عدد كبير منهم. وألغيت الفقرة الفنية المخصصة للافتتاح، بعدما رفض خالد سليم ومي كساب تقديم أوبريت “معنى الحرية”، بسبب مغادرة الجمهور للقاعة بعد مغادرة وزير الإعلام المصري.
وفيما عزت ادارة المهرجان قرار الإلغاء إلى مشاكل تقنية، علمت “الأخبار” ان سليم وكساب رفضا اعتلاء الخشبة بسبب مغادرة الجمهور للقاعة بعد مغادرة وزير الإعلام المصري.
وكان من المقرر أن يحيي عمرو دياب حفلة الافتتاح لكنه اعتذر بسبب انهماكه في التحضير لألبومه المقبل، ثم اختار المهرجان محمد منير لكنه اعتذر أيضاً بسبب خلافات حول أجره، فأوكلت المهمة الى خالد سليم ومي كسّاب.