يوم قدّم الكاتب وحيد حامد فيلم “البريء”، أهدى ثمرة تعاونه مع أبرز مخرجي مدرسة سينما الواقعية الجديدة عاطف الطيب، إلى «عشاق الحرية والعدالة في كل زمان ومكان». كأنه كان يعرف سلفاً أن الفيلم الذي يعالج قضايا الفساد السياسي في مرحلة الانفتاح في مصر، سيخضع حتماً لمقص الرقابة.
أحمد سبع الليل (أحمد زكي) شاب أمّي من الريف، ينخرط في صفوف قوات حراسة المعتقلات، ويمتثل «بالطاعة العمياء» لأوامر رؤسائه. تقتصر مهمته على تعذيب المعتقلين السياسيين «أعداء الوطن» الذين يردّدون «أغني بدموعي لضحكة الأوطان» (من كلمات عبد الرحمن الأبنودي). يقتل سبع الليل أحدهم فيحصل على ترقية. لكن سعادته لا تدوم، فدخول ابن قريته المتعلم إلى المعتقل مع مجموعة من الطلاب يكشف الحقيقة. يرفض أحمد تعذيبه، ويحميه بجسده من الضرب، وخصوصاً أنه يعرفه وهو ليس من “أعداء الوطن”.
لم تفلح السلطة في تحويل الإنسان إلى آلة مبرمجة لخدمتها، فصرخة أحمد المدوّية تنهي الفيلم في النسخة التي وافقت الرقابة على عرضها في السينما والتلفزيون. أما النسخة الأصلية، فتنتهي مع إطلاق أحمد الرصاص على ضباط وجنود يستقبلون دفعة جديدة من المعتقلين. لم يعرض الفيلم بنسخته الأصلية سوى مرة واحدة عام 2005 (بعد 19 عاماً من إنتاجه) في مهرجان السينما القومي، تكريماً للراحل أحمد زكي.
يعرض 12 ليلاً على قناة “سينما 1”.