عندما نتحدث عن الشعر العراقي أو المسرح العراقي، بل حتى عن الفن التشكيلي العراقي، تبدو أمامنا صورة واضحة ومتكاملة لما نتحدث عنه. فريادة الشعر العربي الحديث تحققت على أيدي شعراء عراقيين، وهناك حركة تشكيلية عراقية متميزة منذ الأربعينيات، وكذا الأمر بالنسبة إلى المسرح. إذ يمكن ذكر أسماء وتجارب مهمة لها حضورها عند المتابع العربي، لا العراقي فقط. لكن الأمر يبدو مختلفاً حين يتعلق الأمر بالرواية العراقية. فرغم الحضور المميز لعدد من الروائيين العراقيين، لا يبدو المشهد واضحاً، إذ نجد صعوبة في تتبع تطور الممارسات الروائية في العراق، والتحولات السردية والأسلوبية، وعلاقة ذلك بالموضوعات التي تناولها الروائيون من أجيال مختلفة.
والأرجح أن النظام السياسي السابق، وحروبه المتواصلة، وتوزع العديد من روائيي العراق في المنافي، وتشتت المواكبة النقدية للنتاج الروائي، واستحالة تحقيبه ودراسته في مثل هذه الظروف، عوامل زادت صعوبة وصول صورة حقيقية ودقيقة لما يمكن أن يؤلف مشهداً روائياً عراقياً. وفي ظل الأوضاع الحالية، لا يبدو الخروج من هذا النفق متاحاً للرواية العراقية.