جورج موسى
أغنية واحدة لا تكفي! ستثير حتماً هذه العبارة الضحك عند كثيرين من نجوم اليوم. سيسخر منها أحدهم، وتضرب زميلته قدميها بالأرض من شدة القهقهة. هم لم يسمعوا بها ولم يقرأوا عنها شيئاً في قاموس “طريقك إلى الشهرة” الذي وضعته شركات الإنتاج في سياستها الجديدة لاستهلاك أكبر قدر ممكن من النجوم. الحكاية عند هذه “الفنانة” كانت أبسط من ذلك. لم تكلفها سوى زيارة واحدة لشاعر شاب طلبت منه كلمات “ضاربة”. ثم زارت معه الملحن الذي أسهم في شهرة زميلها، فصاغ لها لحناً “يليق” بالصور الشعرية. بعدها، هرول الجميع إلى الموزع الموسيقي الذي استوحى من “قرقعة” الصحون في مطبخ والدته، إيقاعاً سيكسّر الدنيا ويجعل من العمل حديث الناس، والرقم واحد في علب الليل. تلك الفنانة توجهت إلى المنتج الذي وعدها بعجل مسمّن يوم تضع “اللمسات الأخيرة” على أغنيتها. فقدم لها الكليب وعرضه على الفضائيات التي بدت متلهفة لاستقبال “المولود الجديد”...
عزيزتي، إن هذه عبارة كانت القاعدة الذهبية التي صنعت نجومية أكثر من فنان مخضرم، استطاع خلال زمن الفن الجميل أن يحقق شهرة كبيرة. نحن لا نتحدث هنا عن عبد الوهاب وعبد الحليم ووردة وأم كلثوم وفيروز وفايزة أحمد، بل عن راغب علامة وجورج وسوف ووليد توفيق وأصالة ونجوى كرم ونوال الكويتية وعبد المجيد عبد الله وغيرهم ممن عاصروا زمن الفضائيات. هؤلاء استطاعوا الحفاظ على الاستمرارية من خلال أغنيات لا تزال حتى اليوم تغدق بالنعم على شركات الإنتاج، وترفع من أسهم أصحابها، ويحتفظ بها الجمهور كتحفة نفيسة. ألم تحضر هذه الفنانة الشابة حفلة لراغب علامة، وشاهدت الناس يتفاعلون مع “راجع لعيونك” مثلاً كما “الحب الكبير”. ألم تبقَ “سامحتك” علامة فارقة في حياة أصالة؟ الزمن اليوم هو زمن الأغنية. والمعادلة سهلة: “قدِّم أغنية ضاربة لتصبح نجماً كبيراً”. لا يهم إن كانت خارج الخط الذي رسمته لنفسك، وليس مهماً أن تكون مقتنعاً بها. المهم أن تصبح من “صرعات” هذا الزمن... لكن، ماذا عن الاستمرارية؟