القاهرة ــ محمد محمود
بدأت دور العرض في مصر تستعد لإطلاق أفلام
العيد، في ظلّ تخوّف من أن يكون أسوأ المواسم التي عرفتها «هوليوود العرب» منذ زمن طويل. لماذا تراجع الإنتاج السينمائي؟ وما هي الأفلام المعروضة؟


يمر المشهد السينمائي المصري في موسم العيد بتراجع ملحوظ. ويعزو بعضهم ذلك إلى «حرب الإيرادات» التي أبعدت عن السباق أي فيلم يتطلب إنتاجاً ضخماً ويحتاج إلى فترة عرض طويلة حتى يعوّض ما أُنفق عليه. أما إجازة العيد القصيرة فلم تعد قادرة على تحقيق المردود المناسب لتغطية النفقات، وخصوصاً أنّها لن تتعدى هذا العام ثلاثة أو أربعة أيام (إذا وقع العيد يوم الثلاثاء). بعد ذلك، يعود الطلاب إلى المدارس والجامعات، وتبقى الصالات شبه خاوية. لذا، بات نادراً أن يتخطى فيلم عيد الفطر حاجز خمسة ملايين جنيه.
أضف إلى ذلك أن الموسم أصبح بمثابة حقل تجارب لمطربين وممثلين يريدون اختبار قدراتهم كنجوم شباك، مثل مصطفى قمر الذي أطل على جمهور العيد لثلاثة مواسم متتالية، قبل أن يتجرأ العام الماضي وينتقل إلى موسم الصيف. كل ذلك أثر في مستوى الأعمال المعروضة، ونتج منه تقليص عدد الأفلام التي يمكن استيعابها إلى ستة فقط، ثلاثة منها تستأثر بمعظم دور العرض فيما تسجل الأفلام الباقية إطلالة خجولة.
في مقدمة أفلام هذا الموسم، يأتي «ثمن دستة أشرار» لنيكول سابا ومحمد رجب وياسمين عبد العزيز والمخرج رامي إمام. يروي الفيلم الذي تأجل عرضه من موسم الصيف، قصة مايو الذي يخوض مغامرة مع رفاقه تجعل حياته مهددة من مافيا دولية. يقدم العمل فرصة البطولة المطلقة لمحمد رجب، وهي عادة طالعنا به منتجو مصر في الفترة الأخيرة، عبر إعطاء هذه الفرصة لممثل نال رضا الجمهور في أدوار ثانوية.
ويعد الفيلم التجربة الثانية لنيكول سابـــــــا بعد «التجربة الدانمركية»، وتؤدي فيه دور بنت مصرية بعيداً من الملامح الأوروبية التي طبعت إطلالتها الأولى.
الفيلم الثاني هو «على الطرب بالثلاثة» المتوجه إلى جمهور الأغاني الشعبية. اعتمد المنتج أحمد السبكي في الفيلم على اسم محمد عطية، نجم «ستار أكاديمي»، وسعد الصغير وريكو والراقصة دينا وريهام عبد الغفور. وكالعادة، سيختار السبكي دور العرض الشعبية في وسط البلد (متوسطة الأسعار)، ليحصد إعجاب جمهور هذا النوع من الأفلام وغضب النقاد.
من ناحية ثانية، يحاول محمد لطفي وعلا غانم الحصول على قسم كبير من كعكة العيد مع فيلم «عبده مواسم». هي قصة الشاب «عبده المواسم» الذي يلتقي بمدربة ملاكمة، فتكتشف موهبته الرياضية وتحوله إلى بطل. يذكر أن الممثل الكوميدي محمد لطفي كان في الأساس لاعب ملاكمة.
للمخرج أحمد البدري فيلم ثان هو «كامل الأوصاف». يتميز العمل بكونه أول وآخر إطلالة لحلا شيحا بالحجاب. قصة رومانسية تجمع حلا شيحا التي قررت أخيراً الابتعاد عن الأضواء حتى إشعار آخر، مع المغني عامر منيب الذي يعاني دائماً من فشل تجاربه السينمائية. يشارك في بطولة الفيلم علا غانم وإيمي ورجاء الجداوي وأحمد عبد الغني.
كما يطلّ الممثل الكوميدي رامز جلال في «أحلام الفتى الطائش». وكما حصل مع رجب، انتزع جلال البطولة المطلقة بعد مشاركته في أفلام عدة كصديق للبطل. ويساند جلال في تجربته الجديدة كل من نيللي كريم وحسن حسني وإدوارد والمخرج سامح عبد العزيز. وقد اختار الكاتب اسماً للفيلم قريباً من اسم مسلسل عادل إمام الشهير «أحلام الفتى الطاير».
وبين أفلام العيد، قد يكون «لعبة الحب» الاستثناء الوحيد. هو العمل الوحيد الذي لا يهدف إلى إضحاك المشاهدين. يروي «لعبة حب» في إطار اجتماعي رومانسي قصة حب تجمع هند صبري مع خالد أبو النجا. يشارك في البطولة بشرى وبسمة، ويحمل تواقيع المخرج محمد علي والكاتبين سامي حسام وأحمد الناصر. كما تردد أن الفيلم السعودي «كيف الحال» قد يزور الصالات المصرية، إلا أنه لم يُعلن رسمياً عن ذلك حتى الآن.
ولن يترك نجوم الصيف موسم العيد من دون المشاركة في الإيرادات. ومن المتوقع أن يعاد عرض أفلام الميزانيات الضخمة مثل “عمارة يعقوبيان” و “كتكوت” و“جعلتني مجرماً”، في المجمعات التي تضم أكثر من ست شاشات، وخصوصاً أن القانون يمنع عرض أفلام أجنبية في مواسم الأعياد .
وبهذا تكون ثلاثة أفلام قد خرجت من السباق هي “ما تيجي نرقص” ليسرا، و“أبيض وأسود” لمايا نصري، و“قص ولزق” لحنان ترك.